* النقطة الأولى:
أثناء خروج شباب القاهرة في مظاهراتهم بالأصح في ثورتهم التي أطاحت بالنظام بأكمله وسائل الأعلام المصرية تجاهلت ذلك تماماً وكانت تعرض مظاهرات لمؤيدي حسني مبارك، أي أنها مارست نوعاً من التهميش لما يدور في
الساحة المصرية وكان كثير من المذيعين يتلفظون بألفاظ تسيء إلى الشباب.
وعندما انتصرت ثورتهم انقلب الحال ومن كان يشتم بالأمس أصبح يمدح أعمالهم اليوم.. فالإعلام العربي بشكل عام غير صادق في كلمته ولا ينقل الواقع وإنما يعمل على نقل وبث ما يطلب منه من قبل الأحزاب الحاكمة.
والإعلام اليمني لا يخرج عن القاعدة أبداً.. فهو يسير على منهج المغالطة والابتعاد عن الحقيقة.. وكأن ما يدور على الساحة اليمنية لا يعرف بأمره أحد.. فقد بات معروفاً لدى العالم أجمع.. السنا في زمن
الفضائيات وشبكات الأنترنت؟! على سبيل المثال: الكل يعلم أن هناك أشكاليات تواجه التجار في ميناء عدن وأيضاً هناك احتجاجات عمالية في موانئ عدن والكل يعلم أن المستثمرين والتجار يعانون من القرار الذي فرضته
شركة موانئ دبي العالمية الذي يتمثل بزيادة التعرفة العامة الجمركية والمقدرة بـ30% خلال العام وهذا الأمر انعكس سلباً على العمل في الميناء وأدى إلى إحداث شلل في النشاط الاستثماري والتجاري وقلل من قدرة الميناء
التنافسية للموانئ الإقليمية.
تخيل عزيزي القارئ كل ذلك يحدث في الميناء وقناة اليمن الفضائية تبث خبراً عن زيارة نائب رئيس الجمهورية إلى ميناء الحاويات وتفقد سير العمل فيه وتم نقل الخبر وكأن شيئاً لم يكن ولم يحدث في هذا الميناء.. أليست هذه
مغالطة وتجاهل واضح للواقع؟!.
* النقطة الثانية:
كلنا شاهدنا القصف على المتظاهرين الليبيين العُزل واستأنا أشد الاستياء مما يحصل والحقيقة لم أستطع أن أتمالك نفسي وحبس دموعي لما رأيت.. فما بأيدينا شيء سوى الدعاء للشعب الليبي بالنصر والترحم على الشهداء
الذين أريقت دماؤهم.
وفيما يبدو لي أن استخدام العنف أصبح لغة تخاطب الحكام مع الشعوب هذا الأمر يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان المصانة وفقاً للدساتير وكذا المواثيق الدولية.. فالمادة رقم "19" عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص
على أن لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق اعتناق الآراء دون أي تدخل.
وكذا المادة "19" من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدينة والسياسية، تنص هذه المادة على حق كل إنسان من اعتناق أراء دون مضايقة.. ولكل إنسان حق في حرية التعبير ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف
ضروب المعلومات والأفكار وتقبلها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها.
واليمن تعد من الدول التي تنتهك فيها حقوق الإنسان.. حيث أكد على ذلك تقرير منظمة العفو الدولية للعام 2010م، حيث أكد "مالكوم سمارت" أن اليمن تلجأ إلى قتل أفراد الجمهور عند ملاحقتها لمتورطين إذ أنها لا
تسعى لإتباع السلامة العامة ولا تلتزم بالقانون الدولي.
وأكد أيضاً على أنه لابد وأن تكون حماية الإنسان في صميم كافة التدابير المتخذة باسم مكافحة الإرهاب أو التصدي لأي تحديات أمنية أخرى في اليمن!!..
وما يحدث في الساحة اليمنية الآن وما يعانيه المتظاهرون في كافة محافظات الجمهورية خير دليل على صحة ذلك!!.
كروان عبد الهادي الشرجبي
حرية التعبير 2235