اسمح لي عزيزي القارئ أن أعرض عليك عدة مشاهد قد تكون رأيتها في التلفاز وربما لم يسعفك الحظ لتراها وها أنا ذا أعرضها عليك كما هي.
المشهد الأول
ميدان التحرير مجهز تجهيزاً كاملاً من أجل المعتصمين هناك "البلاطجة"، فهناك الخيام من أجل المقيل والمبيت، مضافاً إليها الوجبات الغذائية التي تصل إليهم وطبعاً لا ننسى القات، يعني تستطيع القول أن السلطة وفرت لهم خيام "خمسة نجوم" وفي المقابل المعتصمون في ساحة التغيير منع عنهم وزير الداخلية الأمتعة والإمدادات والخيام "كما ورد في قناة سهيل" وكذا فصل التيار الكهربائي
المشهد الثاني
المظاهرات السلمية قد عمت كافة محافظات الجمهورية "صنعاء، عدن، إب، الحديدة، حضرموت، الضالع، أبين.. إلخ"، إضافة إلى الاعتصامات التي اكتسحت بعض المرافق الإدارية والمؤسسات الحكومية.
ونجد الإعلام اليمني لا يتطرق الأحداث الجارية على الساحة اليمنية بل ويلجأ إلى المغالطة والتعتيم، ويتجاهل المعتصمين بصنعاء في ساحة التغيير الذين يتزايدون يومياً بعد يوم للمطالبة بالتغيير وإسقاط النظام، في حين يقوم التلفاز بتغطية كاملة لمظاهرات مؤيدة للرئيس.
وفي ساعة الحرية بتعز يتواجد بها حوالي مليون متظاهر يريدون التغيير وإسقاط النظام ولكننا لا نرى ولا نسمع عنهم شيئاً في إعلامنا اليمني الرسمي، في المقابل نرى في إعلامنا الرسمي تظاهرات في تعز مؤيدة للرئيس.
لا اعتراض على وجود مؤيد للرئيس، فهناك من يؤيده وهناك من يناهضه، طالما ونحن في بلد يؤمن بمبدأ حرية التعبير وحرية الرأي والرأي الآخر، لكن يفترض على وسائل الإعلام الرسمية الالتزام بمبدأ الحياد وعدم الانتماء لأي طرف وتعمل على نقل الأحداث مثلما هي على الساحة اليمنية وهكذا تكون قد ابتعدت عن المغالطة والتعتيم.. والمشكلة الكبرى أن هذا كله يتنافى مع كلام وزير الإعلام حسن اللوزي إذ قال "إذا كانت الحرية هي شرط إنسانية الإنسان وكرامته فإن ممارسة الحقوق كحق الإنسان في المشاركة السياسية وحرية التعبير وإبداء الرأي وحرية الصحافة والمساهمة في تحمل المسؤولية الوطنية بالصورة التي يرسمها الدستور وتنظمها القوانين هي لب الممارسة الديمقراطية وجوهر الإلتزام بالنهج الديمقراطي الذي يرعى ويكفل كل الحقوق والحريات في ظل مساواة كاملة بين كافة المواطنين وإتاحة الفرص المتكافئة بينهم في ظل سيادة القاعدة العامة المجردة التي لا تقبل استثناءات أو تجاوزات، فلا إنسانية كريمة بدون الحرية ولا حرية بدون احترام حقوق الإنسان ولا احترام لحقوق الإنسان بدون الالتزام بنهج الديمقراطية".
هل لاحظت عزيزي القارئ الحرية والمساواة بين المواطنين والفرص المتكافئة إلى آخره من الكلام المنمق المليئ بالعبارات الرنانة التي تطرب الآذان لسماعها.. السؤال الآن هل ذلك يتم تطبيقه في الإعلام اليمني؟ وهل هناك ديمقراطية أساساً في الإعلام اليمني؟!!.. إذا كانت الإجابة نعم هل يستطيع أحد أن يفسر لي ما يحدث في قنواتنا الرسمية؟!!.
يا إعلام يمني ما حد يغطي عين الشمس بمنخل!! فالحقيقة ساطعة وواضحة وضوح الشمس في كبد السماء، فلماذا لا تلتزمون بمبدأ الصراحة والصدق؟.. هل هذا كثير عليكم؟!.
المشهد الثالث
تزايدً أعداد المتظاهرين في كافة أنحاء المحافظات للجمهورية.. مشهد مألوف لديكم طبعاً، ولكن الغير مألوف أن هناك من يقوم بمنع وصول الراغبين بالانضمام إلى إخوانهم المتظاهرين ليهتفوا بصوت واحد "الشعب يريد إسقاط النظام".