لقد منع الرئيس التونسي المخلوع رفع الأذان في مساجد تونس لمدة تزيد على "20" سنة، فلم يرتفع الأذان ولم تعمر المساجد , وحارب الشباب والشيوخ الذين يرتادون المساجد, وحارب الحجاب فأصبحت المرأة التونسية ترتدي الحجاب في باريس ولا تستطيع أن ترتديه في تونس .
لقد أمهله الله ومد له في العمر ولكنه لم يتعظ ولم يحمد الله على النعمة التي أعطاه.. فسلط الله عليه أولئك الضعفاء الذين كانوا لا يستطيعون حتى التحدث في أمور السياسة وثاروا عليه ثورة الشجعان وأطاحوا بحكمه ونزع الله ملكه.. فأصبح في الأرض حيراناً.. فقد تنكر له كل الأصدقاء والعملاء فلم يقبلوه على أراضيهم ولولا تدخل أميركا وتوسطها لدى السلطات السعودية بقبوله لمات في جو السماء.
ومن العجائب أن كرهه لصوت الأذان جعله يلجأ إلى مدينة جدة التي تكتض بالمساجد وتسمع فيها نغمات الأذان التي تعانق جميع المسامع.. فلم يحتمل "بن علي" صوت الأذان ولم يستطع مقاومة مشاعره.. فارتجت خلاياه وتزلزلت أعصابه محدثة ثورة أخرى في داخله مهاجمة صحته البدنية والفكرية لتنقله إلى المشفى.. فهو الآن طريح الفراش في غرفة العناية المركزة بأحد مستشفيات مدينة جدة السعودية على إثر نوبة أصابته, فلم يجد من يواسيه ولا من يسال عنه حتى زوجته التي جعلها ملكة على تونس هي وأفراد أسرتها تخلوا عنه.. فلم يقفوا بجانبه في أزمته لأن الرابط الذي كان بينهم عبارة عن مصالح.. فانقطع بانقطاع المصالح، لقد كان بإمكانه العيش بكرامة لأن الشعب لا يريد منه سوى الأمن والحرية.
كذلك الرئيس المصري المخلوع جعل من مصر ملكية خاصة له ولزبانيته وذويه.. فظلم وتجبر وانتهك الحقوق والحريات.. فصبر الشعب حتى نفد صبره وثار عليه.. فلم ينفعه ما قدم من ظلم واستبداد ولم ينفعه تنازل ابنه عن أمانة الحزب الحاكم لأن الوقت الأصلي انتهى والوقت الإضافي انتهى أيضاً.
لقد منعه الكبر أن يعترف بثورة الشعب المظلوم فقال: دعوهم يتسلوا, وكان بإمكانه أن يتدارك ما حصل قبل القتل الذي حصل ولكن الحظ لم يحالفه وزبانيته فزينوا له العمل الخاطئ، مثلهم كمثل الشيطان إذا الإنسان كفر.. فلم ينفعه الأمن المركزي الذي بناه بناءً خاصاً لحمايته الخاصة لأن الحق أقوى من الأمن المركزي والحرس الجمهوري, إن استجداء الحقوق لم يجد ولن يجدي نفعا إلا إذا كان الحاكم عاقلاً.. وهذا ما لم نجده في الحكام العرب.
إن المظاهر التي تنتشر في اليمن لا توحي إلا بمزيد من الفوضى لا الكل يدافع عن مصالحه الشخصية ويرمي بمصالح الوطن والمواطن عرض الحائط وعلى الحاكم أن يتنبه إلى أن ما يفعله من مخيمات للدفاع عن مصالح الحزب الحاكم والتي تصرف عليها الملايين من خزينة الشعب ما هي إلا (القشة التي قصمت ظهر البعير) لأن الكثير من العقلاء عندما يرون ذلك لا يسعهم إلا الانضمام إلى قافلة المطالبين برحيل النظام وإن الذي يبيع قيمه ومبادئه بتخزينة يوم لن يستطيع أن يدافع عن النظام إذا فقد ما جاء لأجله.
فعلى الأخ/ الرئيس التوجيه بسرعة إزالة المظاهر التي شوهت جمال حديقة التحرير.. فأصبحت كالمزبلة من مخلفات القات الذي تصرف عليه الملايين وإزالة المخيمات التي صادرت حرية الباعة والمتنزهين وكذلك محاسبة المفسدين وليس دعمهم ليتمادوا في نشر الفساد قبل فوات الأوان لأن الوقت الأصلي قد شارف على الانتهاء, فقد اكتشفت الشعوب العربية أن الأنظمة الحاكمة عبارة عن هياكل كرتونية ظاهرها القوة والهيبة وباطنها الخوف والهزيمة لأنها بنيت على باطل.
سلام سالم أبوجاهل
لم يحتمل صوت الأذان 2001