عبدالمجيد السامعي
ما حدث في تونس ومصر وليبيا يحتم علينا في اليمن الاستفادة من الإيجابيات ونبذ السلبيات ونحن نبحث عن التغيير نحو الأفضل.
علينا يا إخواني الشباب أن نثبت للآخرين أننا قادرون على الفهم وأننا نؤثر ونتأثر من الآخر.
إن المئات الذين يتواجدون في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء هم دليل واضح أننا لا نستفيد ولم نتأثر من الآخرين، لقد خرج الملايين في مصر ونحن في اليمن لم نستطع جمع المئات لأن البعض منا يبحث عن السعادة في علاقاته الاجتماعية والبعض في علاقاته العاطفية.. إلخ بينما التغيير سيبدأ عندما نتخلص من النظام المتهالك.
لكن الحقيقة التي ينبغي لنا معرفتها أن السعادة موجودة بيننا في داخلنا، إنها موجودة في قلوبنا ونحن نبحث عنها في الخارج، إن مشاعرنا هي التي تعطينا القوة لكي نتحرك نحو أهدافنا وغايتنا ونحن عندما نشحن مشاعرنا خارجياً عن طريق الثراء أو الاستمتاع بالماديات أو تعاطي المخدرات عبر تناول القات والتدخين فإننا بذلك لا نشعر بالسعادة وإنما نحن نستشعر السعادة والفرق بينهما كبير.
إن التغيير سمة الحياة وقانونها الذي جبلها الله على ذلك لحكمة هو يعلمها فما من شيء في هذه الحياة إلا كان التغيير والتحول هي سمته، الإنسان يتغير من مرحلة إلى مرحلة "الطفولة، مراهقة ، نضوج".
كذلك الطبيعة تتغير ويتحول الطقس، الكائنات الحية حتى الحديد يتغير بسبب العوامل الخارجية المؤثرة فيه، إذا التغير هي سمة الحياة وليست موضة اليوم، التغيير من خلاله نستطيع أن نحكم على أي شيء بأنه تتطور أو تخلف ومن خلاله نتعلم الكثير قال الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". شئت أم أبيت، تماديت أو استكبرت فإن التغير سمة هذه الحياة الدنيا.
والذي يرفض التغيير فإن الجمود مآله الانكسار ولا بقاء للجامدين لأن الماء الذي لا يجري دائماً هو الماء العكر، ووسائل التغيير مختلفة تختلف بحسب الهدف الذي يرمي إليه الإنسان لكن هناك أمور مشتركة يمكننا الاستفادة منها وهي وكما قلنا سابقاً ـ غير اعتقاداتك وأفكارك عن نفسك وأن تغيير المعتقدات ليست المراد بتغيير المعتقدات تغيير الأمور العقدية الثابتة كدين والعبادات وإنما المقصود بها نظرتك العامة للحياة وللكون مثل الثقة في النفس، والإيمان بقدراتك الشخصية ومشاعرك تجاه الآخرين.
علينا أن نقرأ الأحداث قراءة صحيحة حتى نتأثر ونؤثر في الآخر ونوجه الأحداث التوجيه الصحيح.. وبالله التوفيق.