هل تعلم عزيزي القارئ أن المعتصمين في صنعاء بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء أعلنوا رفضهم الشديد لتشكيل وحدة وطنية دعا إليها الرئيس والحزب الحاكم.
وهل تعلم أن رفضهم لأي حوار مع الحزب الحاكم كان رداً على الممارسات القمعية التي تمارس بحقهم وبسبب سقوط القتلى والجرحى في محافظات الجمهورية في سبيل الثورة السلمية.
وهل تعلم أن نساء في صنعاء شاركن بالمظاهرة السلمية وقد رفعن لافتات للتنديد بما يمارسه النظام ضد أبناء عدن وتعز وصنعاء وكن يرددن شعارات "من صنعاء إلى أبين كلنا نفدي عدن.. لا حزبية ولا أحزاب ثورتنا ثورة شباب.. بالروح بالدم نفديك يا يمن".
وهل تعلم أن شباب التغيير بتعز أعلنوا عن اعتزامهم تسيير قافلة تضامنية مع سكان مدينة عدن الذين عانوا من العنف الذي يمارس ضدهم من قبل الأجهزة الأمنية، وهل تعلم عزيز القارئ أن نقطة عسكرية منعت دخول الشباب إلى مدينة عدن.
هل لاحظت عزيزي القارئ وحدة الشعب الحقيقية.. فلا فرق بين أبناء عدن وصنعاء وتعز، فالكل أبناء يمن واحد وهذه المحنة التي نمر بها ويمر بها الوطن أثبتت للجميع، بل للعالم أجمع أن اليمن واحد.
مجلس النواب هذا المجلس الذي تم تشكيله وانتخابه من الشعب وليس من الحزب الحاكم، بل من المفترض بنوابه أن لا يمثلوا الحزب الحاكم وإنما يمثلوا الشعب، فهذا المجلس كان لزاماً عليه إصدار بيان يدين أعمال القمع والعنف ضد المتظاهرين السلميين والعزل، سيما وأن هناك العديد من القتلى والجرحى في محافظتي صنعاء وعدن.
ولكن للأسف الشديد هذا المجلس تجاهل تماماً المشاكل والأزمات التي يعيشها الوطن علماً بأن هناك أعضاء من البرلمان وأعضاء من الحزب الحاكم قد قدموا استقالتهم وهناك أعضاء جمدوا عضويتهم في المجلس على خلفية الاستهتار الذي تم التعامل به مع الفعاليات الاحتجاجية الشبابية والشعبية السلمية والمدنية وفي ظل الصمت المريب المتجسد في موقف البرلمان، وقد أصدر النواب الثلاثة عشر بياناً يدين أعمال القمع الدموي الذي تنتهجه السلطة في تعاملها مع الاحتجاجات في المحافظات.
والنواب هم : إنصاف مايو، سهيل محمد، محمد صالح، صالح علي فريد، عبدالخالق عبدالحافظ، عيدروس نصر، علي حسين عشال، أحمد عبدالله العزاني، محمد علي باصرة، عبدالرحمن عبدالقادر، د.عوض سالم، سعيد مبارك، أحمد حسن باحويرث.
وهؤلاء باعتقادي هم نواب يستحقون التقدير والاحترام لأنهم لم يستطيعوا السكوت أمام أعمال القتل والعنف الذي استهدف المواطنين والمتظاهرين السلميين.
عندما قلت بأن المواطن بات يشعر بأنه غريب أو بالأصح يشعر بأنه مثل الشعب الفلسطيني المقهور والصامد، رد عليّ أحدهم بأني بالغت في الوصف، لذلك قمت بعمل جولة على المديريات ويالتني لم أقم بذلك، لأني تأكدت بأننا مثل الشعب الفلسطيني تماماً وتحديداً مثل غزة.. حيث فرض علينا حصاراً عسكرياً داخل مدينة عدن وحظر للتجوال على مختلف أحياء عدن ومنع التنقل بين المناطق وانتشرت النقاط التفتيشية على خط تعز-عدن.. وسيطرت الأطقم العسكرية على العديد من الأحياء.
والمثير للاستغراب هو انتشار المصفحات في عدن، تلك المصفحات التي تم إعطاؤها لليمن من قبل أمريكا لمكافحة الإرهاب، وهاهي ذا تستخدم ضد المتظاهرين السلميين العُزل.
فأي ديمقراطية نعيشها، حتى يحسدنا عليها العالم؟.