من ركنه على جارته:
نحن هكذا نريد كل شيء ولا نفعل شيء ، نتحدث عن الأمنيات ونريد من غيرنا القيام بها ، نترك للآخرين حرية الكلام ولنا الانتقاد والرفض والتنديد، وهذا ما احترفنا نحن كشعب وإن تجد القليل يفعل قبل أن يقول، فتجده كالدمية تحركه أيادي خفية، إما من الحاكم أو من المعارضة وكلاهما وجهان لعملة واحدة.
إصلاحات وهمية:
تم بالأمس إقالة خمسة محافظين وهؤلاء بالطبع كما نعرف جميعا تم انتخابهم وعليه بما أنه تم انتخابهم، فالانتخابات كلها تخضع لمعايير يريدها الحاكم ولا سواه وبعيداً عن أي اختيارات يحددها الشعب وعلى طريقة ضمان الأغلبية، واليوم هاهي سوءاتهم تنكشف للجميع ولن يجدوا بما يسترونها بعد أن ظهر جلياً للعالم أجمع مستوى تدني الوعي العلمي لنا وكمحدودة تفكير.
خرط مقابل خرط:
من يشاهد النقيضين قناة "اليمن" الفضائية وقناة "سهيل" يتعرف أكثر على مستوى الكذب والكذب الآخر ويضحك قليلاً ويبكي كثيراً، فالأولى لا تدري ماذا يحصل داخل الوطن والثانية مراسليها ثوريون من الطراز الفريد، وكل في فلك يسبحون، وكل واحد يغني على ليلاه ونحن معشر المستمعين والمشاهدين نصاب بكافة أمراض الكآبة والضغط والسكر وعدم التصديق حتى أصبحنا لا نصدق أنفسنا أحياناً.
تهويل وتقليل:
قناة "سهيل" تتكلم عن مسيرة محافظة إب وتقول أنها وصلت إلى "600" ألف بينما لم تذكر قناة "اليمن" شيء وإذا ذكرت بعض المصادر الخاصة بالحاكم، فإن الرقم لن يصل إلى "30" ألف وبالمقابل تجد المصدر يقول "300" ألف تقريباً ومن هنا ترى الفرق في التهويل والتقليل والزيف وامتهان كرامة المواطن على طريقة المطالبة بحريته وعلى طريقة الكذب ونحن نشتكي من الكذب ليل نهار من كذب الحكومة والحاكم ونفرح بالكذب على طريقة الإخوان الملتزمين المصليين المؤمنين وطبعاً بتكون كذبة بيضاء ولو أن الشرع لم يحدد لنا كذبة بيضاء وكذبة برتقالية ولكن عادي بما إن بعض شباب التغيير أصبح يتكلم بمنطق الغاية تبرر الوسيلة.
كلنا مع الإصلاح من أجل التغيير:
لا أريد أن يعتقد أحدهم ولو للحظة أنني لست مع التغيير، بالعكس أنا أكثر الحالمين بالتغيير وأننا نعايش انتفاضة شخصية تغير حياتنا كيمنيين وتجعل لنا كياناً، حتى في ذاتنا وفي وطننا لأننا بدون ذات ، تخيلوا من أعجب المناظر التي أشاهدها دائماً حين يوقف شرطي المرور سيارة على نوافذها عاكس تظليل، بحجة أنه ممنوع ويترك الحرية لكل سيارة تحمل لوحة من خارج هذه البلاد لأنه عادي، تخيلوا أن يكون الضيف من الدول العربية حين يزور اليمن عرضة للابتزاز ولو على طريقة مندوبي البحث الجنائي والذين يستخدمون فتيات من أجل إسقاط الضحايا وهذا على طريقة الأدب التي تدفعها في كل قسم شرطة حتى ولو كنت شاكي وأدب لموظف البلدية وأدب لموظف الزكاة وكل الأدب مطلوب وحتى للكهرباء والمياه طبعاً داخل بفلوس وخارج بفلوس لأن رسوم المجاري تساوي نفس رسوم استهلاك المياه، وكلنا نريد التغيير ولكن بعد الإصلاح نريد كشف أوجه الفساد للعلن، نريد أن نرى أسماء جديدة غير التي عهدناها في السلطة نريد أن نسمع فكر آخر نريد ونريد والله يفعل ما يريد.
ورثة الأنبياء:
بما أن العلماء ورثة الأنبياء ، فلا أريد أن يشك أحد في مصداقيتهم أو توجههم حتى وإن كان توجههم يخالف توجهاته، وإذا أهملت الأمة علمائها فقد حل عليها الخراب والعياذ بالله ، ولكن هم مطالبين بالوقوف مع المطالب المشروعة وكذا محاسبون أمام الله عن كل تقصير وسيكون أثمهم مضاعف لأنهم كتموا العلم وبما انزل الله ، وصدقوني نحن شعب كل شخص يعتبر نفسه عالم في السياسة والاقتصاد والخبر والهدرة والعلوم والفيزياء والتخازين وأنواع القات والمجالس وكل شيء وما باقي إلا الشعر وعادي نتعلم الشعر لأن الشعر ليس موهبة وإنما علم.
مطالب حتمية:
قد تكون إقالة خمسة محافظين بخمس محافظات بداية للصحوة التي نريدها من أجل إقالة وتغيير ولكن ليس استبدال أو نقل لأننا سئمنا النقل والتزييف وتكرار الأسماء ، وبعد ذلك نريد إقالة بعض مناصب الوراثة وبالمقابل نريد أن يحس المواطن ببعض الإصلاحات من أجله وسنعود إلى فواتير المياه والكهرباء وسعر الغاز المنزلي وسنطالب وبكل أصواتنا من أجل بداية الإصلاحات التي ستجعل حكومة الفساد تنهار خلال أيام ولا تحتاج إلى مبررات وقتها ولا تحتاج إلى أي شيء من اجل بقائها لأنها ستنفضح في حال تم إعفاء المواطن من أي رسم أو مسامحته بما سبق ، بحكم أننا طيبو القلب ونسامح كل مخطئ قبل أن يتقبل الله توبته ، والأدلة كثيرة منذ الوحدة وحرب ما بعد الوحدة وكذا الحروب الحوثية وأفرادها والمرتدين وكل من عمل على خراب الوطن وتحصل على عفو الحاكم، ولا زال البعض هم أولئك السكارى والمفسدون ويمتهنون الكلام بتأني وكأنهم محبوبين فعلاً ، ليرحلوا وتباً لهم ، تباً لكل من عمل يوما من الأيام من اجل استغلال الوطن ونهب ثرواته ، ليرحل كل من دعا إلى الفوضى وبحث عن مصلحته الشخصية ، ليرحل كل من حاول أن يزيف الحقائق من اجل أن يقال عنه أنه وطني من بنك الوطني أو دجاج الوطنية أو لديه صلة قرابة مع كتاب الوطنية والتاريخ ، لابد أن تتحقق مطالب الشعب وأن يقود الشعب هذه المطالب لا أن يترك لغيره التحكم بمصيره والبحث والحديث عنه ويتكلمون عن الحوار بكل غباء ، لماذا هل تستخفون بنا؟.
مرسى القلم:
يا عم كافينا معاذر وتطنيش *** ما عاد تفرق من سكت لو تكلّم
مدام لك ألف نقطة وتفتيش *** أنا بعذابي صرت بالخوف ملزم.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
لماذا لا يحدد الشعب مطالب الإصلاح؟! 2144