تم بث برنامج "الإذاعة في خدمتك" تقديم الإذاعي/ علي السقاف وقد استمعت إلى هذا البرنامج يوم أمس صباحاً وفي هذا البرنامج تم إجراء حوار مع مدير عام مديرية المحفد وكان حول الوظائف في المحفد.
وما أن وضع مقدم البرنامج السؤال على الأخ/ يسلم ناصر –مدير عام مديرية المحفد- حتى انفجر قائلاً: إن الوظائف في المحفد تباع بالفلوس من قبل المسؤولون ويتم تجاهلهم في هذا الأمر، فالمديرية تعاني من نقص حاد في الوظائف، فالطلاب يدرسونهم مدرسون بالأجر اليومي ومتعاقدون ينتظرون تثبيتهم منذ سنوات، ولكن ذلك لا يتم، لأنه لا يوجد تنسيق مع مدراء عموم المديريات، فنحن هنا في المديرية نعاني من أمور كثيرة جداً، فمثلاً عندما جاء المحافظ وعد أنه سيحول المحافظة إلى نعم ولكنه حولها إلى جحيم، فالمديرية لا يوجد بها بنية تحتية، فلا مشاريع ولا وظائف ولا صحة ولا كهرباء ولا مياه.
علماً بأن ميزانية المحافظة "16" ملياراً ومن هذا المبلغ تم إعطاؤنا 3 مضخات، والمشكلة الكبرى أننا كمدراء عموم المديريات لا نستطيع التواصل مع المحافظ لأنه لا يتواجد، فأنا على سبيل المثال منذ أربعة أشهر أحاول أن أتواصل معه ولكني لا أجده.
هكذا انتهى الحوار.. على فكرة مديرية لودر في أبين تعاني من نفس الموضوع تماماً، هل لاحظت عزيزي القارئ هذه هي حقيقة الوظائف التي أعطيت لأبناء عدن كنوع من المهدئ حتى يتم امتصاص غضب الشباب، هل عرفتم على أي أساس أعطيت لكم؟!.
لست ضد مكافحة البطالة وإلغائها، بل أنا أتمنى أن يتم القضاء عليها ولكن لابد وأن يتم ذلك على أساس ووفق دراسة استيعابية للشباب الذين حصلوا على توظيف.
إذ من غير المعقول أن يتم تعيش أفراد على حساب أفراد آخرين، فكلنا في اليمن نعرف أن هناك متعاقدين يعملون منذ سنوات وهم بانتظار أن يتم تثبيتهم ولكن بدلاً من ذلك تم الاستغناء عنهم من أجل التعيينات الجديدة، وتم إحالة العديد من الموظفين إلى التقاعد المبكر "الإجباري" ليتم توظيف هؤلاء الشباب، فهل هذه طريقة صحيحة لحل مشكلة البطالة؟!.
إن إتباع هذا الأسلوب يزيد الأمور تعقيداً، فأنت توجد حلاً للبطالة ولكن في نفس الوقت تأخذ حق موظف آخر، فإن هذا طبعاً إجراء تعسفي مرفوض.
والطامة الكبرى أن هناك توجيهات ظالمة وتعسفية تتخذ بحق المتظاهرين والمعتصمين ليس بعدن وحسب، بل في كل المحافظات وحسب ما أوردته الإذاعة على لسان محافظ ريمة بأن كل من يتغيب عن العمل من أجل الاعتصام يتم تعيين شخص آخر بدلاً عنه أي أنه يتم فصله.
وهذا يبدو لي أسلوب جديد لقمع المتظاهرين والمعتصمين حتى يتراجعوا عما بدأوا به من اعتصامات سلمية.
عموماً هذا الأسلوب ليس جديداً على الحزب الحاكم وكلنا نتذكر "الحبر" الذي تغرس الأصابع به أثناء الانتخابات، فمن لا يوجد حبر بيده، فلا يستلم راتبه، وبالتالي ونظراً لذلك كان الكل يذهب للانتخاب خوفاً من الإجراءات التعسفية التي سوف تتخذ بحقهم.
هذه حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها وقد أكون قلتها في مقال سابق ولكن وفقاً للضرورة أعدتها عليكم حتى أذكركم بأن الحزب الحاكم لن يتوان عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها تثبيط عزيمتكم وقتل روحكم المعنوية.
فلا تدعوا مثل تلك الممارسات تحول بينكم وبين ما بدأتموه من عمل رائع وتذكروا دائماً الدماء الطاهرة التي سفكت بدون وجه حق لتزدادوا عزيمة وإصراراً على إكمال المشوار.