يزخر تراثنا اليمني الأصيل بالعديد من الحكايات ،والقصص، والنوادر، والحزاوي ،والطرائف ، التي اعتدنا سماعها منذ نعومة أظفارنا على ضوء القمر من جداتنا وأمهاتنا ، ومنها ما تداولناه بيننا على مر السنين وسنذكر هنا بعض الحكايات الرائعة التي لا تُنسى :
يحكي القاضي/ محمّد العمراني :
أراد أحد الأشخاص أن يتزوج فتاة لتُساعد أمّه وأراد أن تكون مُثقفة مُتعلمة ،فخطب امرأة على الصفة التي أراد وتزوجها وزُفت إليه , وفي صبيحة يوم العرس جلست تُطالع في الصحف والمجلات ، والأم تعمل في البيت، وتُعزي نفسها بأن تقول : مازالت في أيام العرس ، ومن المؤكد أنها ستساعدني بعد هذه الأيام.
ومرت أيام وبعدها أيام ،والفتاة تظل تُطالع الصحف والعجوز تكنس وتطبخ وتخدم .. فاشتكت لولدها زوج الفتاة المثقّفة، فاتفقا على حيلة ظنا أنها ستجعلها تستحي وتقوم لُمساعدة الأم ، وهي أن تقوم العجوز بالكنس.. فيدخل ولدها وقد جاء من العمل فيقول : ياأمي ..أنتي كبيرة يجب أن تستريحي و دعيني أكنس أنا.. فتُجيب الأم : يا بني أنت رجل والكنس والطّبخ والخدمة من عمل المرأة وارتفعت اصواتهما في هذا الشّأن , والفتاة جالسة تُطالع في الصحف ، فالتفتت إليهما وقالت : دعوا الصيّاح والجدل .. والأمر سهل قسّما العمل ، يوم أنت ويوم هي ! (بس صياح يوم أنت يوم هيه) !!؟
********
كان الشيخ/ أحمد الجبري ـ من منطقة بني جبر ـ الذي يعد قاضياً وحاكماً في منطقته وقبيلته، يرجع إليه في الأحكام والقضايا، كان له ولد رباه الشيخ وعندما شب الولد أرسله إلى صنعاء ليتلقى هناك العلم الشرعي وأصوله الفقهية ومكث هناك سنوات حتى أكمل تعليمه وعاد إلى منطقته عند أبيه وهنا كانت له رغبة في أن يترك له والده القضايا والأحكام ليطبق ما درسه من علوم شرعية في صنعاء، ولكن والده كان له طريقته في الأحكام تعتمد على فراسته وبعد النظر لديه ، لم يعجب ذلك الإبن الذي قرر ترك المنطقة والأهل والعودة إلى صنعاء .
وأثناء خروجه من المنطقة في ليل تحت جنح الظلام قرر أن يبيت في مسجد المنطقة التابعة لنفوذ والده ومن ثم يبكر بالسفر وأثناء الليل سمع أصواتاً قريبة من المسجد صادرة من حظيرة أبقار ومواشي وكانت الأصوات لرجل وامرأة ومعهما طفل صغير .. ومما تبين من الأصوات أن المرأة على موعد مع الرجل لأمر منكر وكان يزعجهما صوت الطفل من وقت لأخر ، فلم تلبث المرأة وهي أم الطفل أن خمدت أنفاس الطفل ليخلو لها الجو مع عشيقها هذا ..وأبن الشيخ يرقبهما من جانب المسجد وتعرف عليهما .. وفي الصباح الباكر قرر العودة إلى أبيه الشيخ لينظر كيف سيحل رموز هذه الجريمة الغامضة.. حيث أن المرأة الأم القاتلة صاحت في صباح ذلك اليوم متهمه ضرتها التي لا تنجب بقتل طفلها ..
وهنا عرضت القضية على الشيخ/ أحمد الجبري ـ لينظر فيها ومن ثم يحكم .. فطلب المرأتين ـ الأم والضرة ـ وأمر بوضعهما كلاً في غرفة منفصلة ، وقام باستدعاء الضرة ووجه لها الاتهام بالقتل بناء على ما وجهته لها أم الطفل المقتول ، فنفت الضرة هذا الأمر بشدة ، عندها طلب منها الشيخ في حال استمرارها بالنفي أن تدلل على صدقها بأن تقوم بالتعري من ملابسها قطعة قطعة أمام القوم قائلة لهم: إنني بريئة من قتل الطفل مثل براءتي من هذه الملابس .. فرفضت الضرة هذا الأمر جملة وتفصيلاً وقالت :اعتبرني قاتلة ولا أتعرى أمام الناس .. عندها أمر بها الشيخ لتعود لغرفتها وإحضار أم الطفل المقتول وعرض عليها ما عرض على الضرة فقبلت الأم هذا الأمر قائلة : في سبيل إبني سأقوم بأكثر من هذا وعندما شرعت في فتح أزرار قميصها . قال لها الشيخ يكفي.. يكفي .
وهنا ألتفت الشيخ لمن معه قائلاً : خذوها هذه هي التي قتلت طفلها ونفذوا فيها شرع الله ،أما الضرة فبريئة.. لأن من لا تتورع أن تقف عارية أمام الناس جميعاً لا تتوانى عن القتل .. وهنا خرج الإبن من بين الجميع وقال : أُشهدلله بأن حكم أبي كان عادلاً وحكى للجميع القصة كاملة لأنه كان الشاهد عليها ثم اقتنع الابن بفراسة أبيه وحكمه وتقديره..
*************
كان هناك ببغاء وحمار فوق الطيارة ، كان الببغاء يهمس الجرس فتأتي المضيفه تقول له: (للمه دقيت الجرس؟) يقول :(هكذا فضول) ، ويدق الجرس مرة أخرى (وتجي )المضيفه ويقول : (هكذا فضول) فقام الحمار بضغط الجرس جاءت المضيفه قالت: (من دق الجرس) قال الحمار: أنا قالت : (للمه) قال :(هكذا فضول) ذهبت المضيفة إلى الكابتن وقالت : (فيه ببغاء وحمار شغلوني) قال :ارميهم من الطائرة !!...
قال الببغاء للحمار: ( تقدر تطير ؟) ،قال الحمار :(ماشي) !! قال : ( كان من قل لامك تتفيضل)!!.. وللحديث بقية.
ملاك عبدالله
حكايا ونوادر يمنية 3430