بالرصاص الحي والقنابل الدخانية والمسيلة للدموع، والعصي والخناجر، وحشد من البلاطجة وآخرين من أفراد الشرطة –التي ليس من مهامها خدمة الشعب وحمايته.. بتلك الأدوات وأكثر تم مهاجمة الشباب المسالمين المعتصمين، في أطيب محافظة يمنية منذ عرف التاريخ والإنسان منطقة اسمها "تهامة".
بتلك الأدوات القمعية وبعناصر أكثر وحشية تم ارتكاب مجزرة دموية بشعة بحق شباب محافظة الحديدة المسالمين، الطيب أهلها والوفية كما يحب الرئيس أن يسميها ، ليسقط أكثر من "270" شاباً من معتصمي حديقة الشعب، تنوعت إصاباتهم بين حالات الاختناق والتشنج والطلق الناري، والجرح أو الكسر بطعنة خنجر وضربة هراوة، تطلقها أيدي البلاطجة كرصاصة، أقل إصابة تحدثها جرح قطره سبع غرز أو إحداث فك أو كسر في عظم متلقيها.
بدم بارد تم سفك دماء أبناء هذه المحافظة التي أجزم أن "98%" من سكانها -وهي ذات النسبة التي يحصل عليها مرشحو الحزب الحاكم في أي انتخابات لذا أطلق عليها المحافظة الوفية- لا يعرفون كيف يتم استخدام أي سلاح ناري، وهو السبب ذاته الذي دفع عتاولة الفساد في هذا البلد لنهب برها وبحرها وشوهوا كل شيء جميل فيها، إلا شيئاً لم يستطيعوا تشويهه وهو نفوس أبناء المحافظة الأرق قلوباً وألين أفئدة.. أهلها الطيبون الذين ظلوا صامتين طوال هذه العقود على كل ما يحدث في محافظتهم ابتداءً من اغتصاب أراضيها الزراعية وإجبار مالكيها على العمل فيها بأجور زهيدة جداً أقرب ما تكون لمرتبات الضمان الاجتماعي اليمني، ومروراً باغتصاب الأراضي السكنية بمساحات تتجاوز إحدى دول الخليج، وليس انتهاءً بنهب ثروتها البحرية ومواردها الطبيعية، واستغلال طيبة أهلها وقلة حيلتهم وإجبار بعض منهم على العمل في مجالات غير مشروعة، منها التهريب عبر البر أو البحر.
بتلك المجزرة التي شهدتها محافظة الحديدة سحق أبناوها الطيبون المسالمون على الدوام، وبهذه الجريمة البشعة ندرك نحن اليمنيون وفي مقدمتنا أبناء الحديدة كيف أن هذا النظام يرد الوفاء بالسحل وسفك الدماء، وكيف أن هذه السلطة ونافذيها يردون الخيرات التي تنهب من هذه المحافظة بالرصاص الحي والقنابل الدخانية السامة والخناجر والعصي.. كل هذا قطعاً يقودنا إلى نتيجة حتمية هي أن هذا النظام لم يعد يعنيه دماء وأرواح اليمنيين بشيء، أكانوا من أبناء المحافظة الوفية الذهبية أو تلك البطلة أو أي محافظة أخرى يدوسها الحزب الحاكم بحوافر بلاطجته.
في الأخير لستم بحاجة نصيحتي يا أطيب الطيبين في الحديدة بعدم الانجرار إلى العنف، فسيكلوجيتكم النفسية لا تلتقي وأي من مسميات العنف أو التخريب والدمار، لكن أقول لكم إن صمودكم ونضالكم السلمي اليوم يؤكد أن معاني القهر والذل والحرمان والعوز والسطو والنهب والاستعباد وغيرها من مفردات الديكتاتورية أوشكت على الزوال دون رجعة بإذنه تعالى.. وثقوا بأن أبناء اليمن قاطبة، قلوبهم وأرواحهم معكم، أكانوا أولئك الشباب الرائعين مثلكم في ساحة الاعتصام أو من هم في منازلهم ومواقع عملهم حبسهم حابس عن النزول إلى ميادين الحرية والكرامة والعدالة والتغيير.
* مرايا:
- شكراً لك أيها المحافظ الجبلي الإنسان الذي رفضت أن تسفك قطرة دم لأبناء الحديدة وأنت محافظ لها ورفضت أن ينزل البلاطجة إلى الشارع في عهدك.
إبراهيم مجاهد
حين يُسحق الطيبون في المحافظة الوفية!! 2256