كنت قد تناولت في مواضيع سابقة معاناة الطلاب في الخارج وخصوصاً عندما اشتكى العديد منهم تأخر المساعدة المالية وعدم إيصالها في الوقت المحدد.. وفي الحقيقة اعتقدت أن هذه المواضيع قد تم معالجتها لأنها من الأمور الهامة ولا تحتمل التأخير ولكن اعتقادي لم يكن في محله إطلاقاً، حيث لازال طلابنا يعانون في الخارج، فالطلاب في ماليزيا وصلوا إلى مرحلة البؤس واليأس نتيجة عدم تجاوب الجهات الرسمية لمطالبهم، إضافة إلى تحايل السفارة ومماطلة وزارة التعليم العالي في تسليمهم الرسوم الدراسية بالرغم من وصولها في نهاية 2011م، تحت مبررات أن الصرف سيتم عند وصول الكشوفات، علماً بأن الطلبة يستلمون المساعدات كل ثلاثة أشهر.
فتخيل عزيزي القارئ أن الطالب يستلم "340" دولاراً في الشهر، لمن يكفي هذا المبلغ؟ هل للسكن أو لشراء مستلزمات الدراسة أو للمواصلات ونفقات الأكل والشرب؟!! بالله عليكم هل هذا يعقل؟!.وهل تعلم عزيزي القارئ أن غالبية الطلاب في ماليزيا يعانون من سوء التغذية وذهب غالبيتهم للعمل في المطاعم أو سائقي تاكسي من أجل توفير متطلبات المعيشة؟!.
وحال الطلاب في مصر وروسيا الاتحادية والهند وألمانيا ليس أحسن حالاً من طلاب ماليزيا، حيث يعيش هؤلاء جواً غير ملائم للتحصيل العلمي الذي أوفدوا من أجله.
فهذه المعاناة لطلابنا لا نعلم متى سيتم إزالتها والذي أرغب بمعرفته هو لماذا لا تصرف المستحقات للطلاب في الوقت المحدد؟!، ألا يؤكد ذلك عزيزي القارئ أن هناك فساداً مالياً وإدارياً يمارس في مؤسسات الدولة؟!. والمشكلة الكبرى أن الكل يتحدث عن الرغبة في القضاء على الفساد، حتى أن الرئيس طالب بتحريك ملفات الفساد المجمدة ولكن لا نرى أي تحركات حقيقية إزاء هذا الأمر وهذا يبدوا واضحاً من خلال التعيينات الوزارية التي تمت ولا أريد إعادة الموضوع ولكن قرار تعيين عبدالله قيران مدير أمن تعز من دون محاسبته أو مسائلته على خلفية الأحداث الأخيرة التي حصلت في المعلا والمنصورة وكذا إقالة غازي من أمن الضالع وتعيينه مديراً لأمن عدن، أكد تأكيداً بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا توجد أي نية للتغيير يتم أي تغيير, إلا أننا مع ذلك سنظل متمسكين بالأمل.
كروان عبد الهادي الشرجبي
فساد ممنهج!! 2158