ترددت أنباء أن الرئيس قد يعرض طلباً للتنحي خلال "6-8" أشهر، ووردت أنباء أيضاً عن وساطة سعودية لإجراء انتخابات مبكرة في اليمن.
الخبر الأول لا يصدق فمن يريد التنحي لا يسعى إلى الالتقاء بالشخصيات الاجتماعية وأعضاء المجالس المحلية لطلب دعمهم له ضد المنقلبين على الشرعية الدستورية، فالمفروض أن تكون هذه المدة هي من أجل التهيئة الفعلية للانتقال السلمي للسلطة.
وأن ما يحدث في الساحة لا يتوافق مع الخطابات والتصريحات التي يتم التصريح بها، فإذا لاحظت عزيزي القارئ أنه يتم الحديث دائماً عن انقلاب على الشرعية الدستورية والنظام والقانون والأمن والاستقرار.
أي أنه في قرارة نفسه غير مقتنع، بل هو رفض رفضاً قاطعاً لهذه الثورة السلمية ومطالبها، لذا فإن ما يقال ما هو إلا نوع من أنواع الحيل القديمة التي تُعطى كحقن مهدئة وحتى تفرغ الساحات من معتصميها وما أن يحدث ذلك حتى تظهر الحقيقة التي تحاول السلطة قدر الإمكان إخفاءها وهي البقاء على الكرسي حتى انتهاء المدة الفعلية وبعدها يحلها الحلال.
وطالما أن البلاد في حالة طوارئ وهذه الحالة تبيح الاعتقالات، فستعمل السلطة على إملاء السجون بالمعتقلين الشباب وكذلك كل من وقف في وجه الظلم والطغيان ورفض القمع والقتل والعنف والقوة التي يعامل بها المحتجون سلمياً "حمدت الله وشكرته كثيراً" على إصرار الشباب وأبناء الشعب اليمني على الثبات والعزم على المضي قدماً وتكملة المشوار والبقاء حتى يرحل النظام.
المسألة الأخرى التي تثير تساؤلي وهي المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة؟، هل سيشارك الرئيس في هذه الانتخابات؟!، إذا كان لن يشارك فيها، فلماذا لا يتنحى بشكل سلمي، حتى يذكره التاريخ بلقب الرئيس "السابق" وليس الرئيس "المخلوع".
صدقوني أعزائي القراء أن الرئيس/ علي عبدالله صالح لا ينوي مطلقاً التنحي، فهو قد يوافق على الانتخابات وسيشارك فيها لأنها الحل الأمثل له وفوزه مؤكد فيها لأن الكل يعرف كيف تجري العملية الانتخابية في بلادنا.. فما أسهل عملية استبدال الصناديق.
عموماً الذي يحرض على الفتنة ويدعو إلى الاقتتال فيما بينهم في حرب أهلية لا يمكن أن نصدق أنه سينقل السلطة انتقالاً سلمياً ويتجنب الدخول في معارك من أجل السلطة.
لا أدري لماذا لا يتم تجنيب البلاد الخوض في معارك من أجل الكرسي؟!، لا أقول ذلك خوفاً لا وألف لا، أقولها وأنا على يقين أن الشباب كسروا حاجز الخوف لم ترعبهم الاعتداءات المتتالية وعمليات القتل الجماعية وهذا الأمر يعلمه الجميع أو بات يعلمه الجميع الآن.
وما قلت قولي ذاك إلا حرصاً على الوطن ومن أجل مصلحته وأمنه واستقراره.. فلا أريد أن تتبع سياسة "القذافي" وأسلوبه في التعامل مع الوضع الحالي في اليمن.
وأخيراً وليس بآخر المتتبع للأخبار في إعلامنا اليمني بوسائله سيلاحظ تكرار هذا الخبر عقد مجلس الدفاع الوطني في اليمن برئاسة المشير/ علي عبدالله صالح اجتماعاً ومجلس الدفاع الوطني برئاسة الرئيس في حالة انعقاد دائم من أجل مناقشة التطورات وتداعيات الأحداث والأوضاع السياسية الراهنة على الساحة المحلية والخطوات المتعلقة بالحفاظ على الأمن والاستقرار.
اسمحوا لي "إذا كان المتكلم ....... لابد أن يكون المستمع عاقل"، لذا إذا كنت مخطأة فيما سوف أقوله، فعليكم مراجعتي.. لا داعي لعقد اجتماعات دائمة لمجلس الدفاع الوطني، لأن ما يجري من تطورات وتداعيات سببها الأفعال الإجرامية التي قام بها الحزب الحاكم ضد المعتصمين سلمياً في الساحات في محاولة فاشلة من أجل إسكات الأفواه التي بدأت تنادي بالحرية والتغيير.
لذا فالحل الأمثل للأزمة هو الاستجابـــــــــــــــــــة لمطالب الشباب من أبناء الشعب اليمني والمتمثلة بالرحيل وإسقاط ......، وهذا هو الحل الأمثل والأسلم للوطن والمواطنين.
كروان عبد الهادي الشرجبي
لماذا لا يرحل بسلام؟! 1960