أزمة غاز:
منذ نهاية الأسبوع الماضي والى اليوم لا تزال هناك أزمة خانقة في الغاز المنزلي والذي يبدو أن النظام قام باستنزافه في توليد الطاقة الكهربائية، والتي هي مقطوعة عن أغلب محافظات الجمهورية ولساعات طويلة، أحياناً قد تكون النهار بطوله أو الليل كله، والسبب كما قيل أزمة نشبت بين قبائل مأرب والتي تعيش في ظل الأوضاع الراهنة كحال باقي المحافظات اليمنية، مطالبات واعتصامات برحيل السلطة ، ولم نسمع أي تصريح من قبل وزارة النفط والتي يبدو أن وزيرها زعلان على قرار الإقالة وتسيير الأعمال بطريقة غير شرعية إلى حال البحث عن حكومة جديدة، يبدو أن ملامح ولادتها لم تتضح إلى الآن بسبب أن النظام آيل للسقوط في أي لحظة ولا يحتاج حتى لحكومة جديدة لتكون كبش فداء.
أزمة حكمة:
من الجهل أن يتحدث النظام في بلادنا بمنطق الجهلة ويقول الشعب مسلح وستنقلب الأمور إلى فوضى وكأنه الله القادر على كل شيء، وكأنه سعى خلال 33 سنة لإرساء هذا المبدأ وهو تسليح الشعب من أجل نشر الفوضى أينما يشاء وكيفما يشاء، وبطريقة عرفها الجميع وأدركها، بل وأصبح الشباب يعي جيداً ما يقوم به واثبت للعالم كله أنها ثورة سلمية، ولعل أقوى المشاهد التي تجلت بوضوح ما كان يقوم به الكثير ممن أزهقت أرواحهم على ساحة التغيير بصنعاء وهم يتقافزون فوق السور الحاجز من أجل الوصول إلى القناصة المرتزقة والذين أوكلت إليهم مهمة ملك الموت من قبل الأطراف المعروفة، والتي لا تحتاج لأي مسرحية مفبركة على طريقة النظام الفاقد ولو لقليل من الحكمة والعقلانية والتي لم تعد موجودة عند الكثير من مسؤولي النظام.
أزمة خطاب :
بالأمس سمعنا خطاباً من قيادتنا فيه الكثير من التهديد والوعيد وكل هذا بسبب أن البعض حاول أن يقول كلمة الحق وأن يتكلم عن الثوابت الوطنية والدستورية، والتي من أجلها قامت ثورتا "26 سبتمبر" و"14 أكتوبر" والوحدة اليمنية، بل وتم استخدام الجيش كورقة في أيدي النظام كشخص وليس كدولة وإلقاء خطاب يتحدث عن الانقلابات وجعل الكثيرين يضحكون من تجاهل النظام في بلادنا وتعامله مع الشعب بهذا الأسلوب الذي يخلف أزمات لا تعد ولا تحصى تؤدي إلى سرعة رحيله ودون الفترة الزمنية المنتظرة ولا حتى نصفها أو ربعها، بل وسيجعل الكثير يتكلم بوعي أكبر ويتفهم ما يحصل تماماً في الوطن، والأمثلة لا تحتاج إلى مزيد من الكلام وشباب الثورة يرسمون أبلغ الصور، التي تنم عن رقي هذا المجتمع، لولا أن حكوماته المتعاقبة هي التي تسعى لأن تعكس صورة سيئة عنه من خلال طلب المعونات والشحت ليل نهار من أجل أن ينعم مسؤولية بالرفاهية وأغلبية الشباب الذين هم ذخر الأمة أما مغتربون خارج الوطن أو مشردون داخل الوطن، يشكون البطالة ويحملون هموم المعيشة الكريمة، التي كفلها الله للإنسان في كل مكان ، بل ولا يجدون مكاناً يفرغون فيه طاقاتهم الإبداعية وهم في سن العمل والإنتاج.
أزمة فكر:
كثير ممن نعتبرهم في سن الآباء لا يزالون يتكلمون بفكر ما قبل ثورة "26 سبتمبر" و"14 أكتوبر" وهذا ما يجعل مسألة الوعي بين الجميع تتطلب مجهوداً أكبر، ولا أدري لماذا بعض العاطلين الكادحين يتخوفون من القادم، لأن بعض التّجار يتحدثون عن القادم بخوف ويقولون سيحصل ويحصل ولا يعرفون أننا أصبحنا في القرن الواحد والعشرين وأصبحت الثورات تهب وتشتعل عن طريق الفيسبوك ولا تحتاج حتى إلى بطاقة شحن جوال، وفي حديثي في إحدى المرات مع مستثمر محلي ، قال لي بالحرف الواحد لا تستغرب حب التجار لهذه القيادة وهذا النظام.. فصورة الرئيس تعطيك كل الصلاحيات في وضع التسعيرة التي تريدها والزيادة التي تطرأ على بالك وهذا ما يجعل التجّار أكثر حرصاً على بقاء هذا النظام وسيساندونه بأموالهم، وإلا لماذا لا تأتي الضرائب إلا للصغار والزكاة والبلدية والتراخيص وكل هذا يجعل التجّار أكثر جشعاً وثراءً.. فبالله عليك كيف تريد أن يسقط النظام؟.
أزمة حلول:
بالمختصر لم يعد هناك حلول كثيرة كما كان الحال قبل أن تبدأ مجازر ساحات التغيير وقتل الكثير من المعتصمين سلمياً من أجل البحث عن حياة كريمة تكفل للمواطن أن يكون إنساناً في وطنه وفي بيته وفي مجتمعه، والنظام يتحدث عن حرب أهلية، وهي عقليته المحدودة التي تتعامل بهذا المنطق ، ويتحدث عن الانقلابات والشرعية، ولمدة بالطبع "33" سنة والبركة في التعديلات الدستورية وسمن القمرية ، ويتحدثون عن إرادة الشعب ، ويدفعون الملايين من أجل عمل مهرجانات ومسيرات مدفوعة الأجر ، وهو أجر الوطنية بلا شك ، يتحدثون عن شعب مسلح ، ولا يتحدثون عن شعب عاطل جائع مشرد في كل بلاد ، يتحدثون عن الفتنة ويسعون إلى زرعها ليل نهار ، يتحدثون عن استغلال المناصب وهم أكثر الناس استغلالاً لها، يتحدثون ويتحدثون حتى سئمنا من حديثهم وأصبحنا نعاني من أزمة في احتياطي "الدعممة" و"التطنيش" من أجل أن لا نعير الخطابات الواهية أي اهتمام.
أزمة بدون اسم:
لا ادري لما كل ردود الفعل التي أبداها النظام حول انضمام قائد الفرقة الأولى مدرع إلى مطالب شباب التغيير ، ولما الحديث عن انشقاقات داخل الجيش وانقلابات ومحاولة الاستيلاء على السلطة حسب فكرهم ، وكل هذا بسبب موقف وطني نبيل من رجل يشهد له الأعداء قبل الأصدقاء بمواقفه الوطنية ، وكأن الشعب مملوك في يد أشخاص يسيّرونه حسبما يشاءون، بل ويجعلون من كانوا أصحاب مبادئ وأوفياء للحزب الحاكم يقدمون استقالاتهم بسبب تصرف القيادة بهذه الطريقة ، ومن العجيب أيضاً أن تجد البعض يحاول أن ينشر بين العامة من الناس أن استقالة اللواء/ علي محسن الأحمر هي حكاية ومسرحية مفبركة من قبل النظام ويجعلونا نصرخ من التعبئة الفاسدة، التي يتلقاها بعض الأشخاص في الحزب الحاكم ومقابل دراهم معدودة والحاكم فيهم من الزاهدين بالطبع، وينشرون الأقاويل هنا وهناك عن مسيرة يوم الخميس أو اعتصام مليوني في السبعين والأرقام السابقة للأسف لم تكن إلا ملايين من الموازنة العامة تم صرفها للبلاطجة، وكل من حضروا المهرجانات، من أجل المشاركة في بقاء نظام الفساد الذي يهدد ويتوعد الشعب، وكأننا سنرى قذافي آخر، باختلافي أن الوضع في ليبيا كان خارج العاصمة طرابلس، ولكن هنا انطلقت الاعتصامات وثورة الشباب السلمية من مركز القرار أمانة العاصمة، وان شاء الله لن تتوقف حتى يسقط النظام، وإن سالت بحور الدم نعلن فوقها الإبحار، وحتى يعي بعض الذين يعانون من أزمات الفكر والضمير معنى الوطنية الصحيح ، ولربما يتعلّمون شيئاً ليعيه أبناؤهم أو أحفادهم إن كان هذا الوطن لا يعني لهم أو لأولادهم شيئاً وكفاهم أن الوطن ناقة الله وسقياها، حسب ما جاء على لسان سفيرنا في القاهرة قبل أيام ، وحوله تحوم الشبهات في قضايا بيع الآثار ، وطبعاً لم يكن معه سوى مصروف الجيب فقط في الشنطة التي يحملها وهو عبارة عن مبلغ "140" ألف دولار، وأكثر من سبعين ألف جنيه مصري، وهذا طبعاً عادي مصروف الجيب فقط، أو يمكن بقشيش لحاملي الحقائب في المطار، وبالطبع هذه ناقة الله يا سادة يا كرام.
مرسى القلم :
أحفاد الأنصار
*إعداد وأداء المنشد هشام الهتار - كلمات الشاعر/ علي الحزمي
على ساحات من رسموا سطور المجد بالإصرار
شباب الحكمة الشماءِ يمانيون يا أحرار
فسيروا يا رجال الله بعون الخالق الجبار
فأنتم في سطور المجد أنتم.. أنتم الأنصار
طلوع الفجر يا وطني سيشرق في الدنا أنوار
وان طالت دروب الصبر أو عيّت بنا الأسفار
بشرع الله منهجنا وهَدْي المصطفى المختار
هنا أحفاد هادينا محمّدُ سيُّدَ الأخيـــار
حقا وعدكم صادق صادق صادق
عزائمنا لصوت الحق هبّت تحمل الإعصار
وليس الخوف يثنينا وان حامت بنا الأخطار
سئمنا الظلم والتشريد وعهد الصمت أضحى عار
وان سالت بحور الدّم نعلن فوقها الابحار
سأفتح صدريَ العاري شجاعٌ لا أهاب النار
وأصرخ في وجوه الذّل لن تثنينيَ الأسوار
سأكسرها قيود القهر أبني موطني والدار
وأهدي كل إخواني تحايا الحب والإكبار
حقا وعدكم صادق صادق صادق.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
آخر تقليعات السلطة 2686