عذراً سيدي الرئيس هذه المرة أنت المخطئ.. نعم فعندما قلت: إن اليمن كان قبل "22" مايو شطرين والآن سوف يصبح أربعة.. لا.. لن يحدث هذا إطلاقاً، نعم يمر اليمن بأزمة ولكن هذه الأزمة لم تفرق أبناء الوطن الواحد بل على العكس توثقت الروابط الأخوية بين أبناء اليمن الواحد وتعمقت الوحدة الوطنية أكثر فيما بين أبناء اليمن وبات الكل حريصين كل الحرص على وحدتهم وتجلى ذلك واضحاً في كل المواقف التي مر بها المعتصمون في الساحات.
نعم أيها الرئيس إن الشعب أثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الوحدة ليست متحكمة بشخص أو بحزب وأن لا أحد يستطيع فرض وصايته عليها لأنها مصيرهم وجاءت نتيجة لرغبتهم، لذلك سيحافظون عليها ولن يسمحوا لأحد أن يحاول التشكيك والتشوية أو إثارة الفتن من أجل إضعاف الوحدة ومن أراد فإنه لن ينجح بذلك إطلاقاً.
عموماً ليكن في المعلوم أن الأحداث الأخيرة عملت على تعزيز الوحدة الوطنية ولم أكن أنوي أن أكتب عن هذا الموضوع ولكني لم أستطع أن أتمالك نفسي عندما سمعت ما قاله الرئيس في المقابلة مع قناة العربية وقد حاولت يوم أمس أن أمنع نفسي ولكن مع تكرار هذه المقابلة وإعادتها في وسائل الإعلام وجدت نفسي ممسكة القلم وشرعت بالكتابة.
وبعيداً عن هذه الأجواء دعونا نتجه إلى شبابنا في الساحات الشبابية الذين صبروا وتحملوا من أجل إعلاء صوت الحق وقاوموا كل أصناف الرعب والعنف والقتل، رافضين رفع راية الاستسلام والخنوع واليأس.
إصرارهم الرائع على الصمود والبقاء من أجل تحقيق مطالبهم أثبت للجميع أنهم على حق وقد زادوا إصراراً عندما انظم إليهم الشرفاء من أبناء اليمن وأستغرب من البعض الذين لم تحركه الأحداث ولم تؤثر فيه تلك المجزرة البشعة المرتكبة بحق المعتصمين العزل! أستغرب عندما لا يكترث البعض لما حدث من قتل وإبادة جماعية لشعب يكابد المآسي ويقاوم، لشعب يموت واقفاً كالشجر الصامد، لشعب تتكسر الأرض والصخور من حوله ولا يتحطم.. ماذا ينتظر هؤلاء ؟! وماذا يتوقعون؟! هل يعتقدون أن هذا الشعب سيهزم وسيموت؟! لا لن يهزم ولن يموت وسينتصر وسيحقق مطالبه بإذن الله.
فشكراً لكم أيها الأبطال.. يا من في ساحات الاعتصامات شكراً لكم لأنكم حملتم النور في زمن الظلمة والانكسار.
