وأنا أتصفح في موقع "الفيسبوك" رأيت مجموعة من الكتابات الرائعة والهادفة للأستاذ القدير/ طارق الشيباني، وهو صاحب قلم مفكر، وعبقري، ومبدع، ينقل الصورة كما يراها ولكن بأسلوب أجمل وابلغ، أبيت إلا أن انشرها في هذه المساحة وأن تصل إلى الأعزاء القراء.
وفيما يلي بعضاً منها:
كلبي الثائر "روكي":
كان لي كلب حراسة أجنبي .. أدعوه روكي، كان كلباً مدللاً لا يأكل غير دجاج البروست.. اضطررت للتعاقد مع أحد المطاعم المحترمة ليوفر لي "2" كيلو من بقايا الدجاج يومياً طعاماً لروكي، وبحكم أن زبائن هذا المطعم من المتخمين كانوا لا يأكلون من الدجاج إلا ثلثه أو أقل من ذلك ويتركون الباقي للعزيز روكي.
ذات مرة.. رآني... رجل من عامة الشعب أطعم الكلب فقال: أعطني هذا البروست وأنا أحرس البيت ليلاً ونهاراً.. فضحكت، والتفت إليه، لكنه كان قد توارى عن ناظري، فقلت محدثاً نفسي: ترى هل كان يمزح أم أنه ممن اضطرهم الجوع للبحث عن طعامهم في أكياس الزبالة؟، لا حول ولا قوة إلا بالله.
المهم .. مرة سافرت مع عائلتي لقضاء إجازة العيد.. وأوكلت مهمة جلب طعام الكلب لشخص أعرفه، لكن الرجل تعرض لظرف منعه من إحضار طعام الكلب لمدة ثلاثة أيام.. عندما عدت وباشرت بفتح بوابة المنزل لأدخل سيارتي هرع إلي الكلب يتمسح ببنطالي، شاكياً حالة الجوع التي يعاني منها.. فأشفقت عليه وذهبت مسرعاً لأجلب طعامه بنفسي، وبعد أن قربت له مائدته.. لاحظت أن الكلب قد مزق حذاء جديد كنت قد نسيته في حوش المنزل قبل السفر.. فأردت أن أعاقبه على فعلته بعقاب اعتاد عليه وهو سحب الطعام من أمامه، وتوقعت أن تكون ردة فعله ككل مرة وهي أن يمتثل لرغبتي ويستكين ويخضع لأمري، ونسيت أن الكلب كان جائعاً تلك المرة، وبمجرد أن حاولت مد يدي لسحب وعاء الطعام من أمامه كشر عن أنيابه وأنذرني بصوت حشرجة رهيب.. خشيت منه أن يلتهمني بدلاً عن البروست.. فما كان مني إلا أن أعدت الوعاء إلى مكانه بمنتهى الأدب والاحترام.
كان هذا ما فعله كلبي الثائر روكي، مثبتاً لي خطأ مقولة مشهورة يحفظها زعماؤنا العرب عن ظهر قلب ويمارسونها كسياسية لإذلال شعوبهم وهي مقولة (جوع كلبك يتبعك)..
تذكرت هذه الحادثة التي كنت طرفاً فيها وتذكرت تلك المقولة يوم جمعة الزحف أو التسامح عندما كنت أشاهد التلفاز ورأيت مئات الآلاف من الجوعى يهتفون بحياة راعيهم الذي أماتهم من جوع و أرعبهم من خوف.. فقلت في نفسي: يا سبحان الله .. كلبٌ يثور وشعبُ يصفق..
علي وبس لوما نيبس:
قد لا يسُتغرب أن يخرج ذلك الحشد من الناس مناصرة للرئيس/ صالح يوم جمعة الزحف، كما أسماها المعارضون وجمعة التسامح كما أسماها الموالون.. لأن أساليب جمع الحشود باتت مكشوفة ولا تخفى إلا على السذج من الناس.. ولكن الغريب فعلاً أن نرى الغالبية العظماء من هؤلاء ليسوا من ذوي المصالح، بل من ذوي (الجشائب) الذين أكل عليهم الدهر وشرب، وعندما تنظر إلى أحدهم وهو يصرخ ويكاد يبيض فكأنما تنظر إلى هيكل عظمي دبت فيه الروح ليقول: (بالروح بالدم نفديك يا علي).. ولا أدري أي دم يتحدثون عنه وهل بقي لديهم منه شيء ليفدوا به ذلك العلي.. هذا ما تقوله ألسنتهم أما لسان حالهم فيقول : (علي وبس لوما نيبس)..
توقعت زحفاً فوجدت برعاً:
أمسيت بالأمس أحدث نفسي فيما قد يحدث في جمعة الزحف 25 مارس 2011م ولكني توكلت على الله وقلت لنفسي ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .. وإن كان قدري أن أموت شهيداً في هذه الجمعة فنعم القدر.. حاول الأولاد وأمهم منعي من الخروج بإغلاق الأبواب وإخفاء المفاتيح والبكاء والتوسل بأن لا أذهب اليوم إلى ساحة التغيير.. فما وجدت مهرباً إلا التحجج بصلاة الجمعة.. فقالوا لي ولكنك تعاني من أنفلونزا حادة وتحتاج إلى راحة ولا ضير من الصلاة في البيت .. ولكني أصريت وأقنعتهم بأني سأصلي في أقرب مسجد.. وأنا أقول في نفسي "اللهم اغفر لي كذبتي.. إنك أنت الغفور الرحيم".
في طريقي إلى ساحة التغيير قرأت أضعاف ما أقرأه عادة من آيات الذكر الحكيم.. ودعوت الله أن يحفظ الجميع ويهدأ من روعهم.
وبينما كنت أسير بين خيام الاعتصام إذا بأغنية شعبية من أغاني الأعراس تنطلق من سماعة موضوعة بجوار إحدى الخيام وما هي إلا ثوان معدودة حتى هب المعتصمون الذين كانوا بجوار الخيمة و(مشعوا) الجنابي من إغمادها وهات يا برع..
قلت لنفسي : لقد جئتُ لأزحف فإذا بي أبترع .. ولكن لعل الله قد استجاب دعائي و خورجها (بحبحها) حبتين..
طوارئ أيه ونيلة أيه (كوميديا سياسية):
مواكبة للأحداث المتسارعة وعقب إصدار مجلس الدفاع لقرار فرض حالة الطوارئ، أجمع أعضاء المجلس الموقر في اجتماعهم المطول مع فخامة الرئيس الذي عقد في 21 مارس 2011 على ضرورة تمرير المادة (555) من قانون الطوارئ الذي لم يصدر بعد وذلك بصورة استثنائية وعاجلة، وتقضي أحكام المادة المذكورة بما يلي:-
بما أنه لا يمكن لأحد من أبناء اليمن غير الرئيس الفذ/ علي عبدالله صالح حكم البلاد حتى لأسبوع واحد (كما جاء على لسان فخامته) فإن الأمر يقتض التالي:
- في حال وفاة الرئيس/ صالح يتم تشكيل لجنة طارئة لتحضير روحه لقيادة البلاد خلال فترة انتقالية قصيرة مدتها "33" عاماً قابلة للتجديد.
و في حال عدم التمكن من عملية التحضير أو اعتذار روح فخامته أو استقالتها من المؤتمر الشعبي العام.. يلغى منصب رئيس الجمهورية ويلغى الدستور وكافة القوانين النافذة المعمول بها حتى تأريخه، ويتم توزيع الشعب على الدول المجاورة توزيعاً عادلاً!!
ملاك عبدالله
فانتازيا سياسية! 2676