أصابني نوع من اليأس والإحباط عندما استمعت إلى الأخبار التي تفيد بأن الرئيس/ علي عبدالله صالح لن يتنحى ولن يسلم السلطة إلى الفوضى، بل إلى أيدٍ أمينة، وأصاب الشلل تفكيري عندما أعلن أعضاء اللجنة الدائمة في الحزب الحاكم وباقي المؤيدين للرئيس/ صالح بأنهم يطالبونه بالبقاء في الحكم حتى انتهاء الفترة القانونية والدستورية له، وأن يستجيب لرأي الأغلبية المؤيدين له ويتجاهل الأقلية!.
وإذا لاحظت عزيزي القارئ أني يوم أمس لم أكتب موضوعاً وأعدت شريط الأحداث في ذاكرتي بدءاً من قيام مظاهرات الشباب السلمية والخطابات والوعود التي أعطيت وقدمت من قبل السلطة وأيضاً المبادرات التي طرحت انتهاءً بعمليات القمع والقتل التي مورست ضد المعتصمين في كافة أنحاء الجمهورية، وتذكرت كم مرة تحدث فيها الرئيس عن سأمه من السلطة وكم مرة قال أنه لا يرغب بالسلطة وقال وصرح..
وآخرها حين قال سأسلم السلطة إلى الشعب وطبعاً في تلك اللحظة كان يقصد الشعب الذي كان متواجداً في ساحة ميدان السبعين، الذين بدورهم قالوا لا ترحل، هكذا حصل على التصويت والشرعية وحصانة دستورية من أجل الاستمرارية والبقاء كاتماً على أنفاس الشعب.. الشعب الحقيقي المتواجد في ساحات الاعتصامات.
الشعب الذي هتف في كل محافظات الجمهورية ينادي بالرحيــل وإسقاط النظام، فهذه المطالبة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، لأنها صادرة من الممثل الشرعي والوحيد للسلطة ومن يقول غير ذلك، فهو بالتأكيد لا يرى الواقع جيداً، أم هناك غشاوة على عينيه وعليه إزالتها على الفور، ليرى حقيقة الوضع.
فليس خافياً على أحد أن من يتمسك بالكرسي سوف يلجأ إلى كافة الطرق والأساليب من أجل الاحتفاظ به، فقد لجأ إلى القتل واستخدم القوة وخرج بحقيقة واحدة مفادها أن أبناء اليمن لم ولن يخافوا من الموت، بل على العكس أن ما حصل زادهم إيماناً وإصراراً على البقاء من أجل تحقيق النصر أو الاستشهاد في سبيل الحرية والتحرر من الظلم والاستبداد.
إن إصرار الشباب وأبناء الشعب اليمني على الصمود والبقاء جعل السلطة تتخبط، خصوصاً بعد الانشقاقات والاستقالات التي أعلنت على مستوى القبيلة والجيش والنواب والسفراء وأعضاء الحزب الحاكم، فنجد الرئيس يحذر من انقلاب عسكري لأن عهد الانقلابات العسكرية برأيه قد انتهى وأي خطوة بهذا الاتجاه ستجر اليمن إلى حرب أهلية وحين فشل مخططه هذا نتيجة لتسلح الشعب بالوعي ولعلمهم الكامل بأن ذلك لا يقع في إطار المصلحة العامة والوطنية، وإنما ذلك يندرج ضمن خدمة مصلحة السلطة الحاكمة ومن يتبعها.
عموماً لن تيأس السلطة ولن تسكت ولن تتوقف عند هذا الفشل، لذلك لجأت إلى الفوضى وزعزعة الأمن وإعادة سيناريو القاعدة.. هذه القاعدة التي لم نعرفها إلا مؤخراً، ولأنها كما تعلمون تعد الورقة التي يلعب بها الرئيس من أجل المحافظة على الكرسي.
هذه الحادثة المفتعلة من قبل السلطة حتى يقال بأن أفراداً من القاعدة حاولوا السيطرة على المستودع علماً بأن المستودع ترك دون حراسة لماذا؟، سؤال يحتاج إلى إجابة.
ألم يقل الرئيس في مقابلة العربية أن اليمن قنبلة موقوتة؟.. نعم اليمن قنبلة موقوتة، ولكن هذه القنبلة ستنفجر من أجل إحلال العدل والمساواة والحرية والأمان.. هذه القنبلة ستنفجر ضد الظلم والطغيان، ستنفجر من أجل رحيل السلطة وإسقاط النظام.
لست ملمة في الأمور السياسية، لذلك أرجو منكم المعذرة إذا ما وجدتم نقصان في المعلومات التي لديّ، فلقد اعتمدت في كتابة موضوعي على متابعاتي الإخبارية وقراءتي للصحف والمجلات ولمشاهدتي للواقع وما يحدث فيه، فما حدث يخرج الإنسان عن طوره.
فمثلاً ألا يغضبك أن تعرف بأن طفلاً في الرابعة عشر من عمره يقتل ضرباً على أيدي أحد أفراد الأمن بصنعاء؟، ألا يثير لديك الغضب والاستياء عندما يتعرض بلاطجة ويعتدون على مسيرة نسائية في إب؟، ماذا تسمى هذه الأفعال بالله عليكم؟.
لذلك أنا أرى أن الواقع في كثير من الأحيان يفرض علينا أن نتغير مع عجلة التغيير التي تدور أحداثها على أرض الواقعي اليمني، لذلك أنا أحاول أن أتغير، ولا أطلب منكم إلا المساعدة.
كروان عبد الهادي الشرجبي
القاعِدة.. الورقة الأخيرة للرئيس 2377