ترقب وحذر:
هذا هو حال الحزب الحاكم والنظام وسلطة الفساد في بلادنا في مراقبتها لساحات التغيير هذه الأيام ، ولعل توقف بعض أساليب البلطجة جعل الكثير يتناسى مجزرة الجمعة والتي راح ضحيتها عدد من المعتصمين على ساحات التغيير في أمانة العاصمة ، ولعل المسيرة الحاشدة وان كانت تتميّز بخاصية نظام الدّفع المسبق والمحدود ، إلا أنها أوحت إلى النظام البائد أنه لا يزال بخير وأنه يستمد شرعيته من حشود السبعين، لأنهم من وجهة نظره هم الشعبيون وأما سواهم فهم المخربون والانفصاليون والحوثيون، والذين يريدون زعزعة الأمن والاستقرار حسب زعم النظام المتهاوي كل يوم بعواقب سنين القحط والوباء والجوع والجرعات المتكررة والفقر وتسلط المشائخ والموالون له خلال عقود ثلاثة من الزمن وأكثر.
قبل الشجاعة:
بالمقابل يكون الحذر واجباً على بعض قيادات ثورة الشباب والتي لم تعد تعر أحداً بالاً ولا تستطيع حتى الاستماع لما نقول، ويكفينا نحن الصيّاح واللّياح على بعض النقاط التافهة وفلان ما يسوى كذا وفلان كان يشتغل كذا وفلان كان كذا ، وهذا هو الهم الأكبر لجيل نرى فيه مستقبل اليمن ، وليس المستقبل المجهول.
جمعة بدون اسم:
إلى الآن وعلى خلاف العادة لم يتفق السادة في ساحات التغيير على تسمية جمعة الغد ولا ندري ماذا ستكون هذه المرة بعد جزافة التصريحات الهوجاء والتي جعلت الكثير يبكي حسرة ولكن أعدكم بأنه سرعان ما سنتناسى هذا، لأننا نسامح من بأيديهم مَلَكَاتنا ولا نسامح أقرب الناس لأنه يوماً ما كان ممن يمتلكون قليلاً من المودة لهذا النظام، لأننا نسامح العدو ومن المستحيل أن نتغاضى عن القريب أو الصديق وإن كان الوطن وطن الجميع والكل له وجهة نظر.
قبل أن ينتابنا اليأس :
لماذا لا نجد أي تعامل باللين من بعض الشخوص ، ولماذا في كل مرة نجدهم يتحدثون بطريقة غريبة جدا ، وآخر التقليعات هي أن الثورة ثورة شباب وتحتمي بحماية الأحزاب ، طبعاً ماعدا من كانوا أو لا يزالوا أو قد استقالوا من الحزب الحاكم ، لأنه وحسب اعتقادي يتوجب عليهم الذهاب إلى بيت الله الحرام في مكة من أجل التطهر وإعلان التوبة.
اكبر مكسب للثورة :
انضمام اللواء/ علي محسن -قائد الفرقة الأولى مدرع- وتأييده لثورة الشباب هو من وجهة نظري أول انتصار حقيقي لثورة الشباب، وتجسيداً على أرض الواقع لانضمام اكبر عدد من اليمنيين إلى اعتصامات الشباب في ساحات التغيير في كافة عموم أنحاء الجمهورية، والأسباب كثيرة ولا تحتاج لطفل جاهل يأتي ويقول أن المسالة مسرحية وحركات من النظام ، وكأننا نعيش في المريخ وأنتم فقط من تعيشون في هذا الوطن وتعرفون ما يدور داخله من معارضات ومواقف وتجلّيات ، وعليه فإن البعض يتحدث بألف وجه وألف طريقة ويمتدح أحياناً ويذم أحيانا أخرى تأييد اللواء/ علي محسن لثورة الشباب ، في حين تجد علي محسن يعلنها صراحة ويقول لم اعد أريد سوى عيش ما تبقى من حياتي في كرامة وفي بيتي ، وبعيدا عن السياسة والنظام في حال كتب الله النصر لثورة الشباب.
خوف له مردود سلبي:
البعض تخوف كثيرا من انضمام بعض الشخصيات التي لم تكن يوما من الأيام جيدة في نظر البعض ولو أن البعض الآخر كان يعتقد أنها شخصيات وطنية في الحزب الحاكم ، ولهذا حين استقالوا وتوجهوا إلى ساحات التغيير ولم يجدوا حتى من يرحب بهم أو حتى يتقبل عودتهم أو حتى يفرح ببداية انهيار الحزب الحكم ، جعل الكثير منهم يتراجعون عن استقالاتهم ويعودون للحزب الحاكم ونظام الفساد ، فبالله عليكم من الخاسر الأكبر ؟ أليست ثورة الشباب ؟ ثم هل تعلمون أنكم بهذه الطريقة جعلتم الكثير يتراجع عن التفكير في تقديم استقالته لأنه الآن معزز مكرم ولا يري في الحزب الحاكم أو من قيادته شيء يجبره على ذلك، وإلا تصله بعض رسائل الحمقى بالتهديد والوعيد ، وكأننا نريد نفس طريقة النظام الفاسد بأسلوبه البائد في التعامل مع كل من يكون منصفاً أو من يحاول أن يقدم شيئاً من أجل الوطن على طريق النزاهة والشرف.
قناعات شبابية:
كنت أعرف أحد بلاطجة النظام من خلال تصرفاته وكلامه ومدافعته عن النظام أو بالأصح عن الرئيس وفي يوم إعلان اللواء/ علي محسن تأييده للثورة وانضمام عدد من القيادات العسكرية والشخصيات الاجتماعية والمشائخ والأعيان إلى ثورة الشباب، وجدته حزيناً منكسراً لأنه بدأ يتأكد من صحة ما كنت أتناقش معه أحياناً وذاك اليوم لم أقل له سوى أن الوطن وطن الجميع وأقسمت له أنه لن يأخذ أحداً منه وظيفته أو يشرده أو يجعله خارج الوطن في حال ما كتب الله النصر لثورة الشباب، هو لم يتأكد إلا حين ذهبنا سوية صباح أمس إلى ساحة التغيير بأمانة العاصمة وكان يحدثني عن انضمام عدد من المخيمين المؤيدين في ساحات تأييد الرئيس وجماعته وحزبه البائد في قناعة الكثيرين إلى ساحة التغيير بأمانة العاصمة بسبب تأخر الصبوح عليهم ، وهذه هي حشود النظام والشرعية الشعبية على طريقة الدفع المسبق اليومي خلال الليل والنهار.
أمل وتفاؤل:
لعل الأمل يزرع في نفسي الكثير من الطموح في انضمام بعض القيادات الوطنية وإعلانهم تأييد ثورة الشباب أمثال الأستاذ/ عبدالقادر هلال وهو الشخصية التي اسمع عنها الكثير من معاني العزة والشموخ.
دعوة حب للأستاذ إبراهيم مجاهد:
كم أحب أن أروي ظمأ الروح وأنا أقرأ ما تجسده أناملك من الحس الوطني والغيرة على اليمن كل اليمن وكل مواطن يحمل اسم يمني وأنت تكتب عن ثورة الشباب بكل معاني العزة والفخر وتحاول أن توصل رسالة ذات أبعاد متعددة للشباب ، ولهذا كم أود أن ادعوك يوما من الأيام للحضور من أجل مقابلة بعض أصحاب الفكر المتشدد ومن الذين يريدون الكثير من التوعية والتثقيف بشيء اسمه الوطن ، وللأسف هم من جيل الشباب ولكن لا أعتقد أنهم من جيل المستقبل المأمول إن تركناهم يهيمون على أفكار الحزب والتجمع واللقاء وكل مفردات التحزب البغيضة والممقوتة.
مرسى القلم :
سعيدة حبّها صالح
مسوّي في الهوى فالح
وهُو في عشقته طالح
ورايح في الهوى رايح
مسوّي الحين أحمر عين.
يعاتبها عتاب أحباب
ويحكمها بشرع الغاب
وهو في عشقته كذّاب
صحيح أن الهوى غلاب
وطبعا وش يفيده الحين.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
تجديد روح ثورة الشَّباب 2204