أستغرب كثيراً عندما يتحدثون عن الشرعية الدستورية للرئيس واستغرب أكثر حين يقولون بأنه ما من داعي لإطلاق تلك الهتافات التي تنادي بالرحيل وإسقاط النظام، لأنها من وجه نظرهم ستقود البلاد إلى الهاوية وأنه برحيل الرئيس ستدخل البلاد في دوامة، لأنه الوحيد القادر على صيانة الوحدة والحفاظ على منجزاتها وبأن هناك أجندة خارجية تساندها قوى داخلية لتجزئة الوطن، والحقيقة لا أدري لماذا الإصرار على بقاء الرئيس في السلطة ولماذا أصلاً يطلب منه الاستمرار؟!.

إذا كان هو الوحيد القادر على صيانة الوحدة ومنجزاتها، هذا معناه أنه لن يتزحزح من الكرسي فالسيناريو واضح من الآن وضوح الشمس وهو أن الرئيس يريد أن يبقى حتى 2013م وهو ينال من أجل ذلك حتى إذا ما هل علينا عام 2013م طبعاً سيقرر التنحي والتخلي، حينها ستخرج المجاميع لتطلب منه البقاء وهذا هو السيناريو الذي يخطط له الرئيس وأظن أن الأغلبية الساحقة تعرف هذا السيناريو القديم الذي استخدم في عام 2006م.

المشكلة الكبرى هي الإصرار على أن يكون الرئيس / علي عبدالله صالح ولا أحدا سواه؟! وهل من سيخلفه لن يكون قادراً على تسيير أمور البلاد؟!! والسؤال الأهم هل خلت البلاد من الرجال الأكفاء والشرفاء والقادرين على تحدي الصعاب والسير بالبلاد والدفع بها إلى الأفضل؟!! أعلم بأن هناك الكثير من الكوادر المؤهلة ذات الكفاءة وتتحلى بالأمانة والشرف وقادرة على تحمل المسؤولية!! لذلك أنا أرى بأنه لا داعي للقلق، فالوحدة مصانة من قبل الشعب الذي هرج إلى ساحات الاعتصامات في كل محافظات الجمهورية، ألا ترى أيها الرئيس مدى تلاحم الشعب واتحاده الذي ازداد مع كل عملية من عمليات القمع والقتل، ألم تلاحظ ذلك؟!!

وفي حين ترتكب السلطة أي مجزرة بحق معتصمين موجودين في الساحات أو متظاهرين سلميين يزيد إيمان الشعب بضرورة التلاحم والتآخي ويصرون على توحيد صفوفهم وتوحيد أهدافهم وأفعالهم، إنها والله لوحدة وطنية رائعة لذلك اطمئن أيها الرئيس فالوحدة لا خوف عليها إلا من مثيري الفوضى والفتن وأظن أن الكل يعلم بأن من فقد توازنه وبدأت الاعتصامات السلمية تثير فزعه هاهو يلجأ ويتجه نحو أعمال العنف والفوضى.

والتصريحات الغير منطقية، أكبر دليل على وقوع السلطة والحزب الحاكم في الخطأ، أسمع ما يقوله محافظ تعز بأن المتظاهرين أرادوا اقتحام المحافظة والقصر الجمهوري بالقوة وأن مندسين بينهم بدأوا بإطلاق النار ، وفي محافظة الحديدة ماذا حدث؟!! أيضاً مندسون!! وفي صنعاء في أحداث الأمس أيضاً مندسين ومن قام بالقتل وأحداث تلك الإصابات؟.

 والغريب في الأمر تم التصريح عن مقتل ثلاثة مواطنين في نشرة أخبار إذاعة عدن وهؤلاء تم قتلهم على يد قوات اللواء مدرع حسب ما أفاد الخبر، وفي الحقيقة استغربت كثيراً من الخبر، فهو يحمل في مضمونه فتنة واضحة وأي إنسان يستطيع أن يعرف مضمون هذا الخبر وفي البداية قلت من يموت من شبابنا في الساحات لا يعرف هوية الفاعلين ومن يقتل من المؤيدين حددت هوية الفاعل وبسرعة!! وبعدها تداركت أن في الأمر شيء خطأ وأن المتصدر بالخبر هو إثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وهذا الأمر لن يحدث لأن الثورة التي خرج بها شبابنا هي ثورة سلمية سلمية، على السلطة والحزب الحاكم أن يعوا ذلك جيداً أن ثورة التغيير هي ثورة ترفض أعمال العنف وأن الفرقة الأولى مدرع ما وجدت إلا من أجل حماية المواطنين اليمنيين كآفة.

وأخيراً سيظل اليمن بألف خير إذا رحل عنه الفساد والمفسدون وانزاح الظلم والظالمون وتم القضاء على الاستبداد والمستبدين ولن يحقق ذلك إلا برحيل السلطة وإسقاط النظام.