إن حكم اليمن بيد فئة مترابطة فيما بينها تجمعها مصالح مشتركة هي التي تقود كل السلطات وتتصرف في كل القرارات الصادرة من السلطة العليا, تحتل الوسط الهرمي للوطن وتفصل بين القاعدة الشعبية والقمة الحاكمة , فالقمة تتمتع بحماية تلك الفئة لكرسي الحكم لأنها منحت الثقة المطلقة من قبل القمة الحاكمة، أما القاعدة الشعبية فإنها تعيش تحت وطأة الظلم الذي تستخدمه تلك الفئة بالنيابة عن السلطة العليا فتعاني تلك القاعدة الشعبية من كل المرارات.
تلك الفئة تنقل الأوضاع التي تعيشها القاعدة الشعبية إلى القمة ولكن بصورة جميلة، رائعة لا توجد حتى في الأحلام ,تلك الفئة التي اعتمد عليها فخامة الرئيس وأوكل إليها أمر الرعية واكتفى بالصورة التي تنقل إليه عبرها مع أنها عاثت في الأرض فساداً، فنهبت بمشاركة الرئيس وظلمت بمباركته وقتلت بيده واستأثرت بالثروات بمشاهدته ثم نقلت له حب الشعب وتفانيه ورغد العيش وارتقاء التعليم وانتشار المؤسسات والانتصارات الوهمية في كل المجالات.
هل تعلمون لماذا تفعل تلك الفئة ذلك؟ لأنها تريد أن تشعل الحرب بين القمة والقاعدة وتصنع القلاقل و الفتن للمحافظة على بقائها والإستفادة من الأوضاع الجارية، فهي لا تستطيع العيش من دون فتن وأزمات ولا تستطيع الصيد إلا في المياه العكرة وهذا الذي هو حاصل اليوم والذي اكتشفه الرئيس متأخراً واكتشف أيضاً أنه أصبح عبارة عن كرت محروق في الوقت الضائع , وهنا لا يسعه إلا إتباع تلك السياسة التي صاغتها له تلك الفئة التي وثق بها لأنه لا يستطيع تغييرها، فقد أصبحت حبلاً غليظاً حول عنقه، لا يستطيع أن ينزعه، فأصبح منجراً إلى تلك الفئة منفذاً أجندتها طائعاً أمرها , وإن ما نراه اليوم ويلمسه الرئيس من انتهاكات وتعسف وقتل واعتقالات يدرك الرئيس فضاعتها ولا يفكر في سوء عواقبها لأنها تجاوزت حدود التفكير بدليل على أن الرئيس أصبح يراها كما كانت تنقل إليه من قبل في صورة رائعة نرجسية لأن تلك الفئة الخبيثة زينت له أعماله فرآها حسنة فأصبح اليوم يرقص معها رقصة الطير المذبوح.
سلام سالم أبوجاهل
على جنب يا فخامة الرئيس 1964