كلمتني صديقتي ويداها ترتعشان من هول الصدمة، حيث اكتشفوا مؤخراً أن أختهم الصغيرة (وهي طالبة في الصف الثالث الثانوي)، تتكلم مـع شاب في الجوال..
والبنت في الأصل خجولة هادئة، لم يصدقوا ما سمعوه ولم يتوقعوه أبداً، ولم يخطر لهم على بال، عرفوا أنها تتواصل معه من فترة ليست بقصيرة, بل ممتدة لشهور عديدة.. وهم لا يعلمون شيئاً وكان هذا سبب تدني مستواها الدراسي وانعزالها عنهم، حيث كانت تقضي معظم يومها في غرفة مغلقة وهم يظنوا أنها تذاكر.. بينما هي في الحقيقة تتحدث مع هذا النذل طيلة الوقت.
ما رأيكم في بعض الشباب السفلة المنحلين أخلاقياً ودينياً، الذين يضحكون على المراهقات من بنات المدارس وطالبات الثانوية؟، فتيات لا تتجاوز أعمارهـن (18) عاماً، في بداية احتكاكهن بالمجتمع الواسع وانخراطهن في الحياة مع الناس، ويقوموا باستغلال سذاجتهن، اتصالات ومكالمات ، رسائل (sms)، وأحبك وأموت فيك.. ويا عمري.. مشتاق لك.. وما أعرف أنام إلا لما اسمع صوتك .. (ومدري أيش) و.. و.. و.. وإلى آخره من الكلام المعسول ( الذي كلكم عارفينه)، والكثير من الجُمل الغرامية التي أكل عليها الدهر وشرب, وهدايا ومقابلات من وراء أهاليهن.
سلوك غير سوي ويخلو من الآدمية والإنسانية وخداع باسم الحب، وخاصةً أنه يعرف بأنه كاذب متمرس متفنـن.. وطبعاً البنات تصدق مباشرةً وخاصة أنهن جاهلات ومندفعات بشدة إلى مثل هذه الأمور والى هذه المشاعر الزائفة بفعل مرحلة المراهقة، وتنطلي عليهن حيلة الذئب الذي يتسلى بأعراض الناس، ومن الممكن جداً أن يتسبب في فشلها الدراسي بعد أن كانت متفوقة، حيث أهملت مذاكرتها ودروسها وانشغلت في التفكير فيه ومكالمته والبحث عن رسائل الحب والغرام في المجلات والكتب والجرائد (التي ما قصرت)، لكي ترسلها له.. وآخر السنة الدراسية ترسب ؟؟ وأهلها يتفاجأون؟ ما السبب؟ رغم تفوقها واجتهادها فيما مضى؟
"ليش تعملوا كذا ليش"
أما مستخدمو شبكة (واي) "الله حسيبهم " ليل ونهار, "24" ساعة اتصالات ورسائل وطبعاً (ببلاش)، مش خسران حاجة، والبنت مراهقة غارقة في العسل, تحسب أنه يحبها صدقاً, وميت في التراب اللي تمشي عليه, وتبني أحلامها وتتخيل عش الزوجية، عادها خرجت من البيضة, و أول مرة تمسك الجوال, و يعلمها الحقيــر وسائل التهـرب والكذب على الأهل وأساليب وفنون المراوغة والانعزال عن باقي أفراد الأسرة، لتأخذ راحتها بالكلام معه ومراسلته أو حتى التخطيط للخروج في موعد غرامي.
خصوصاً لو كانت الفتاة من النوع الهادئ، الخجول، الرزين، التي يستحيل أن يعرف أهلها أو حتى أن يُشك في سلوكها..
بالله عليكم هل هذا يجوز ؟
الضحك على بنات الناس اللاتي لا يتجاوز أعمارهن "18" سنة؟
من يرضاها لأهله؟، من يرضاها لأخواته؟، هل ترضى لأختك ذات "18" وما تحت ( أو حتى من تجاوزت العشرين ) أن يأتي شخصاً ويضحك عليها ويخدعها ويعمل معها علاقة عابرة باسم الحب؟ ويقتل براءتها واندفاعها وفرحها بالحياة؟
ويتسبب لها بصدمة كبرى أول عمرها، حيث من الممكن أن تُصاب بأزمة نفسية وانعزال عن الناس وانعدام الثقة بهم، أو تنحرف أخلاقياً وتعمل علاقات متعددة بحُجة الانتقام.
لو عرفت أن أحداً فعلها مع أختك أو قريبة لك؟ ماذا سيكون موقفك؟ والله لا يكفيك أن تشرب من دمه..
نقول للأهالي: راقبوا بناتكم وتقربوا منهن بارك الله فيكم، قبل أن يبحثن عن الحب والحنان خارج المنزل وقبل أن يقع الفأس في الرأس وبعدها لا ينفع الندم واللطم على الخدود..
وأؤكد لكم أن الجوال سبب كل المصائب والبلاوي ومفتاح باب الضياع للفتيات، فليس من الضرورة أن تمتلك جوالاً في مثل هذا العمر، وليس لوجوده معها أي داعٍٍٍٍ ٍ .
و لهؤلاء المنحلين أخلاقياً وسلوكياً نقول: روح اخدع (أو) حب واحدة بنفس عمرك وفاهمة أسلوبك, التي تعرف مصلحتها وتعرف ما يضرها وينفعها وتفهم الصح من الغلط.
وتذكر.. كما تُدين تُدان، والجزاء من جنس العمل.. ومن دق باب الناس دقوا بابه.. وحسبنا الله ونعم الوكيل