أسوأ خصلة في حياتنا هو عدم الاعتراف بالحقيقة الواضحة كمقلة الشمس، والإصرار العجيب على الخطأ والاستلذاذ بطمس الحقيقة والجلوس بطريقة سلطانية مريحة تحت مظلة الوعي الزائف.
حقيقة مفادها أن الشعب برمته وبكل فئاته وشرائحه يرفضون النظام بكامل سلطته وأفراده وأعوانه وحاشيته، أن الجمهورية اليمنية بكل شعبها يرفضون وبشدة أن تضاف أشهر للرئيس، فما بالكم بسنوات؟، إن الشعب اليمني يريد التنحي الفوري، لينال الحرية المنشودة.
هذه هي الحقيقة التي لا يرغبون الاعتراف بها ويعملون المستحيل من أجل طمسها، حتى أنهم أوجدوا محافظة جديدة في التقسيم الإداري وهي محافظة السبعين، فبعد أن كانت ميداناً قبل قيام الثورة أصبحت الآن مركزاً للرئيس ومؤيديه وها هو الرئيس يطل على شعبه في محافظة السبعين كل جمعة ويكرر نفس العبارات، هذا هو الشعب، شعب الشرعية الدستورية.
فعلى هذا الأساس يتعامل الرئيس/ علي عبدالله صالح مع الوضع في اليمن، فمن هم في الساحات ليسوا من الشعب اليمني ومن أبنائه، لذا يتم التعامل معهم بأسلوب همجي ووحشي قاتل، لا يمت للإنسانية بأي صلة، فيوم الأربعاء تم الاعتداء على متظاهرين عُزل بالسلاح والرصاص الحي واسقط الشهداء والجرحى.
وبالأمس في عدن اعتدت السلطة على معتصمين عُزل وهاجمتهم بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، في آن واحد وأحرقت خيام المعتصمين في المنصورة وأوقعت القتلى وأسقطت العديد من الجرحى وتجاوزت السلطة حدودها وعمدت إلى نشر الرعب والهلع بين الأهالي، حيث اقتحمت الدبابات والمدرعات الأحياء السكينة بحجة مطاردة مشبوهين.
تخيلوا يتم إطلاق أعيرة نارية من دبابة ومدرعة في حي سكني "عبدالعزيز عبدالولي" في مديرية المنصورة من أجل مطاردة أشخاص!، أي منطق هذا؟ ألا يوجد أفراد في الحرس الجمهوري أو الأمن من أجل القيام بتلك المهمة.
عموماً هذه الأعمال القمعية والإرهابية والممارسات الصادرة من سلطة تريد قهر شعبها لن تنجح في إضعاف الثورة.
واليوم ونحن نحتفل بعيد العمال العالمي، لا أملك ألا أن أقدم التحية لشهدائنا الأبرار، الذين سقطوا منذ بداية الثورة وحتى الآن، وأقدم التحية لكل الشعب اليمني المتواجد في الساحات دون استثناء وتحية لكل مؤيدي الثورة، فإلى كل العاملين ألف تحية وألف سلام واعلموا أن كل أحلامكم وآمالكم وتطلعاتكم ستتحقق إن شاء الله، عندما تنتصر الثورة.. ثورة شباب التغيير.
كروان عبد الهادي الشرجبي
الحقيقة واضحة.. 2106