لم نسمع عن الشرعية الدستورية في اليمن على لسان الرئيس إلا مرتين وكلاهما كانت لمصلحته وليس لمصلحة اليمن.
الأولى كانت في حرب صيف 94 , فكان يستخدم تلك العبارة لاستعطاف الشعب اليمني المتعاطف الغيور، ثم تناسى تلك العبارة وبالذات لأنه اكبر المخالفين لها فصمت تلك المدة ولم نسمعه يتحدث عن الشرعية الدستورية , ولكنه اليوم نطق بها وبصوت عال لان مصالحه الشخصية تعرضت للخطر ولان الثورة قامت لتفضح مخططاته التي من ضمنها التمديد والتوريث وتحويل اليمن إلى ملكية خاصة .
لقد تكررت جرائم الحاكم اليوم في حق أبناء الشعب وتتابعت وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على الإفلاس السياسي وفقدان السيطرة على الذات والإتباع، فأصبح الحاكم اليوم في هشوائية جراء ذلك الإفلاس السياسي الذي يظهر على ملامحه من خلال خطاباته ولقاءاته.
لقد سقطت شرعية النظام بإراقة أول قطرة في ساحات التغيير , وبتلك القطرة انتصرت الثورة الشبابية بإذن الله
فماذا بقي من تلك الشرعية التي يتشدق بها الرئيس ليلا و نهارا ؟، ثم هل الشرعية في نظر الرئيس هي الاستئثار بالسلطة والمال والجيش والأمن وكل شيء للأسرة المالكة ؟، هل الشرعية عنده إن لم تكن معي فأنت ضدي ؟
وهل هي استباحة الدماء ومصادرة الحقوق والحريات ؟، هل الشرعية أن يبدل الشعب لاءاته بنعم؟، أم هل هي صرف المليارات من أموال الشعب لترفيه الأسر المالكة للحزب الحاكم وكمالياتها؟!، أم هي بيع الغاز والنفط اليمني في السوق السوداء كما تفعل عصابات المافيا ؟؟!
إن الحاكم الذي يعتبر ذلك كله شرعية دستورية لم يستشعر الأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال أن تحملها, ولو استشعر تلك الأمانة والله ما ذاق طعم النوم والراحة أبدا و لبات يئن من ثقلها ولما أريقت دماء الأبرياء من شعبه الأعزل ولما جاع فرد من رعيته ولما انقلبت سيارة من كثرة الحفر التي تنتشر في الخطوط الطويلة والقصيرة , ولو استشعر الأمانة التي تحملها لعلم انه محاكم عن ذلك كله أمام الله، ثم أمام الشعب الذي ظلمه.
سلام سالم أبوجاهل
الإفلاس السياسي 2173