لقد حرم الله الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرماً, قال في الحديث القدسي :"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا" ومن الظلم استخدام السلطة للعنف المفرط ضد المتظاهرين العزل الذين خرجوا بصدورهم العارية مطالبين بحقوقهم التي كفلها لهم الشرع الحنيف والدستور اليمني.
إن المرء ليتعجب عندما يرى إنساناً يقتل أخاه الإنسان بغير سبب للقتل، بل إن القاتل لا يدري لماذا قتل أخاه وعلى أي شيء عاداه ! وهذا مصداق للحديث الشريف :عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ"
رواه مسلم (2908)
وبالفعل هذا ما نراه اليوم وآخره يوم الأربعاء عندما اعترض المظاهرة مجموعة من أفراد الأمن والحرس وموالين لهم بإطلاق النار المباشر فقتلوا وجرحوا واعتقلوا .
فهل سأل احدهم نفسه يوماً لماذا وجه سلاحه إلى صدر أخيه ؟، إن القتل بلا أسباب جريمة يحرمها الشرع والعرف وحتى القوانين الوضعية , أما الشرع فالآيات كثيرة التي تحرم ذلك منها قول الله :(ومن يقتل مؤمناً متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذاباً عظيماً).
وقتل الأعزل في العرف القبلي النبيل يعد جريمة شنعاء وعيب في حق المجتمع القبلي، بل إن القبيلة تعد القاتل في هذه الحالة من الجبناء الذين يشوهون وجه القبيلة , والقبائل النبيلة تتشرف بنصرة المظلوم, والعربي صاحب النخوة لا يقاتل عدوه الأعزل وإلا ستعده القبيلة من الجبناء الذين لا يستحقون الانتماء إليها .
إن الذين يدافعون عن النظام الحاكم الذي يقتل أبناء الشعب اليوم فهم شركاء معه في الإثم سواء شاركوا بالقتل أو لم يشاركوا , فقد قال صلى الله عليه وسلم :( ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن؛ لأدخلهم الله النار) أخرجه البيهقي.
سلام سالم أبوجاهل
لماذا العنف ضد السلام؟! 1894