عندما دخل الأخوة الخليجيون على خط النزاع الثوري السلطوي في اليمن، محاولين -على حد قولهم– الإصلاح بين طرفي النزاع، فرح بهم السواد الأعظم من اليمنيين، سواء الثوار أو المغلوبين على أمرهم في الطرف السلطوي، لأنهم يدركون أن إخوانهم في دول مجلس التعاون يعلمون علم اليقين أن النظام القائم في اليمن لا يجيد إلا استثمار الفتن والصراعات، لأنه عاجز عن البناء والتحديث و مواكبة الدول المجاورة, وبتدخلهم في حل النزاع بالمبادرات التي تصبغها مؤتمراتهم، سيخرج اليمن من أزمته الطويلة التي بدأت مع بداية ذلك النظام.
ولكنهم للأسف الشديد لم يوفقوا في حل تلك الأزمة، لأنهم مازالوا-إلا القليل منهم– يعتبرون أن الثورة عبارة عن موضة قديمة ومرض عضال قد يسري في جسم الجزيرة العربية ويطال بعض الدول المجاورة, هذا الذي أراه أنا شخصياً، لأنه ليس هناك أي معنى لتلك المبادرات والمناورات، إلا معنى واحد وهو إجهاض الثورة الشبابية في اليمن والإبقاء على نضام الرئيس/ صالح الذي ألفوه على مدى طويل، وكذلك الإبقاء على التخلف والجهل والثارات التي منعت اليمن من التقدم ومواكبة دول الجوار اقتصادياً وسياسياً، فهم مازالوا يدللون صالح مرة بتغيير بنود المبادرة، ومرة بتهيئة الأجواء للتوقيع عليها ومرة يسألونه ما الذي يحبه في المبادرة، وما الذي يكرهه، ولم يبق إلا أن يخيرونه بلون الحبر الذي تكتب به المبادرة.
فتلك المناورات التي يسمونها مبادرات، لا تزيد اليمن إلا محناً فوق المحن التي يعاني منها, ولو تركونا، لخرجنا من تلك الأزمات بعون الله.
فنقول للإخوة في مجلس التعاون إن الرهان على إجهاض الثورة رهان خاسر، وأنهم لن يستفيدوا من ذلك إلا عداوة الشعب اليمني الذي يرى في دول مجلس التعاون الملاذ الآمن للخروج من أزماته، ولن يجنوا إلا فقدان ثقة الشعب اليمني الذي يذبحه النظام كل يوم ويصادر حقوقه كل ساعة، وهم يتفرجون، فهم شركاء في ذلك الظلم الذي يتعرض له الشعب اليمني، لأن التاريخ لن ينسى ذلك.
أما الشعب، فقد قرر الاتجاه سلمياً إلى انتزاع حقوقه بالزحف إلى كل المؤسسات ومحاصراتها.
سلام سالم أبوجاهل
مبادرات إجهاض الثورة 1909