تأتي الذكرى الواحدة والعشرين للوحدة اليمنية في ظل أوضاع مأساوية يمر بها الوطن، من قتل لأبنائه ومصادرة لحق الشعب في الحرية وإزالة حكم أسرة عاثت في الأرض فسادا وحقه في المواطنة المتساوية التي تعني إقامة حكم مدني هدفه إسعاد الوطن والرقي بها إلى مصاف الأمم الأخرى وتشيد صروح العلم ودولة المؤسسات.
لقد كنا موحدين في الرؤى والأهداف وجسدت أكثر في 22 مايو 1990م، لكن حكامنا لم يكونوا في مستوى الحدث والتطلعات الشعبية وكانت أطماعهم الشخصية هي الغالبة فبدأوا بالاستيلاء على الأراضي باعتبارها غنائم ولم تزول من رؤوسهم سياسة الإقصاء والتهميش والاغتيالات، فقد أغتالوا حتى الصورة صورة رفع علم الوحدة، فظهر الحاكم وكأنه أتحد مع نفسه وسمح لأفراد أسرته بالاستيلاء على الأراضي.. ولد حالة غبن من نظام زرع الفتن وغذى المناطقية والمذهبية والشللية.
فلم نكن في يوم من الأيام بهذه الصورة من الانقسام والتباغض حتى في عهد الاستعمار البريطاني والإمامة، فقد كان الثوار الزبيري والنعمان وغيرهم تحتضنهم عدن الشموخ وكنا لا نعرف تلك التسميات المناطقية والنعرات الطائفية وغيرها ممن نشرها بلاطجة النظام.
كنا نعمل سوياً من أجل اليمن وكانت كلمات النعمان وسعيد الشيباني قنابل تهز كيان المستعمر وكانت كلمات عمر نسير ومحمد محسن عطروش صواريخ تزلزل قصر البشائر.
لقد جاءت ثورة فبراير الشعبية كضرورة لتعيد لليمن مجدها وشموخها وللمواطن كرامته وعزته وللوحدة بريقها وألقها وما تعنيه من حب وإخاء وإيثار وهذا ما نلمسه ونعايشه في ساحات التغيير والحرية في كل محافظات الوطن وما استماتت نظام الفساد إلا مسألة وقت ورقصة ديك مذبوح وكلنا أمل في غدٍ مشرق وضاء ورخا يعم كل أرجاء اليمن وتعود اليمن السعيد سعيداً بوحدته وثورته وبإرادة شعبه التي لا تعرف اليأس والهزيمة.
عمر علي الدبعي
الثورة.. وعيد الوحدة 1889