;
إبراهيم مجاهد
إبراهيم مجاهد

الرئيس سيوقع.. الرئيس يراوغ 2124

2011-05-21 02:49:36


حتى الساعة السادسة من مساء الأربعاء الماضي والشارع اليمني يتساءل هل وقع أم رفض؟ ـ وهنا يقصدون الرئيس ـ وحتى هذا التوقيت كان المواطن اليمني يرى في هذه المبادرة الفرصة الأخيرة لخروج مشرف للرئيس صالح.. ماهي إلا دقائق انقضت لينتشر الخبر في الشارع اليمني أن صالح رفض في اللحظة الأخيرة التوقيع على المبادرة الخليجية وقال لن أوقع ولو على جثتي، ليثبت كعادته أنه شخص يجيد المراوغة، والعجب أنه يشترط حل القضية الجنوبية وتمرد صعدة..
هذان الملفان شهدا خلال الأربع السنوات الأخيرة تناغماً عكسياً في التصعيد والسكون بشكل ملفت للمتابع العادي، فما إن تضع الحرب أوزارها في صعدة، إلا وتتصاعد سحب الدخان ولعلعة الرصاص لتفض سكون المحافظات الجنوبية الذي لم يدم سوى إبان أي دورة من دورات حرب التمرد بصعدة.. هذا التناوب في الفوضى لهاتين القضيتين جعل الجميع يدرك أن المؤلف والمخرج واحد وهو من لا يستطيع العيش إلا بالأزمات.. ومن هاتين القضيتين أيضاً أراد الرئيس أن ينهي سلطته في حكم دام لأكثر من ثلاثة عقود حين اشترط أمس الأول حل هاتين القضيتين في غضون أشهر من قبل الحكومة الانتقالية، رغم أن نظامه لم يستطع فعل ذلك طوال سنين مضت، وهذا الاشتراط طبعاً لا يأتي من باب حرص ولي الأمر على بلاد وشعب، بل يأتي من باب إدراك الرئيس صالح بأن هذين الملفين لن يُحلا طالما هو قابع وجاثم على كرسي الحكم وهما أيضاً عامل رئيسي لبقاء نظام أدمن الرقص والطواف بصراخ حول ألسنة لهب وقودها أناس وحجارة اليمن..
منذ البداية لإعلان تعدد صيغ المبادرة الخليجية، وتفصيلها بمقاسات حسب طلب الرئيس ـ والشباب في ساحات الاعتصام وميادين الحرية والتغيير يدركون أن ما يتم مجرد ملهاة ومضيعة للوقت ومحاولة بائسة من النظام للاستفادة من الوقت عله يستطيع تحقيق ما يتمناه وهو جر البلد إلى مربع العنف والاحتراب، كون هذا الشكل الهندسي هو المكان الوحيد الذي يجيد النظام اللعب فيه وعليه، حتى وإن كانت أضلاعه متكسرة ولا تقوى على البقاء ثابتة لفترة وجيزة تتيح للنظام فرصة إدخال الشعب اليمني في دورة دموية جديدة ولو في مكان آخر بعيداً عن الجنوب والشمال.
خلال يومي الخميس والجمعة الفائتين تناقلت جميع وسائل الإعلام خبرين، الأول يفيد بأن الرئيس سيوقع على المبادرة الخليجية في الـ"22" من مايو الجاري ـ أي بعد غد، ليأتي الخبر الثاني على النقيض من ذلك، حيث يذهب الرئيس أمام زحمة السبعين ويدعو لانتخابات رئاسية مبكرة، ولا ينسى أيضاً دعوة الأشقاء والأصدقاء.. ليس للإشراف والمراقبة على لعبة التناقضات والانتخابات أيضاً، بل لخلع النظارات السوداء ويلبسوا البيضاء ليتمكنوا من رؤية زحمة الشرعية الدستورية التي لم تستطع أن توفر الغاز المنزلي لثلاثة أرباع الحاضرين في جمهورية اليمن، ناهيك عن الكهرباء والماء، مثلهم كبقية الشعب الذي خرج يهتف بإسقاط النظام لأسباب أكثر إيلاماً ووجعاً حالت دون أن يعرف السواد الأعظم من الشعب اليمني معنى العيش الكريم بأبسط مقوماته التي يعرفها بنو البشر في جميع بلاد الله حتى في "بونت لاند" وأرض الصومال..
قد يتساءل البعض أمام هذا التناقض في مواقف الرئيس المتمثلة في الرفض يوم الأربعاء، والموافقة يوم الخميس ـ خلافاً لما سبق على مدى الشهر والنصف منذ إعلان المبادرة ـ ودعوته لانتخابات رئاسية مبكرة يوم الجمعة ـ قد يتساءل ماذا سيفعل الرئيس يوم الأحد هل سيوقع على المبادرة أم لا؟.
 هنا أقول لمن أراد الإجابة على هذا السؤال قبل أن يأتي يوم الأحد ما عليه إلا أن يحدق جيداً في شاشات قنوات الشرعية حين تذيع خبر اجتماع مجلس الدفاع الوطني الذي عُقد صباح الجمعة ويعدد الحاضرين من الأبناء والإخوة وأبناء الإخوة والأنساب والأقرباء حتى الدرجة العاشرة، وكأنها جمعة العيال وليس مجلس الدفاع الوطني الذي بات يفقد معظم قادته ـ سيجد الإجابة على سؤاله، وإن أراد أن يتأكد من الإجابة بشكل نهائي دون تردد ـ كما يفعل الرئيس مع المبادرة ـ فما عليه إلا أن يتابع عن كثب حفل التخرج للكليات العسكرية والعرض العسكري الذي سيقام السبت بمناسبة الذكرى الأولى بعد العشرين للوحدة المباركة التي يعيشها اليمنيون في جميع المحافظات هذه الأيام على حقيقتها بفعل ثورة الشباب السلمية، كما قال الأمين العام للحراك الجنوبي القيادي المخضرم/ عبدالله الناخبي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد