يصادف اليوم العيد الـ"21" للوحدة اليمنية المباركة.. الوحدة التي طالما حلم الشعب اليمني بتحقيقها، وها نحن اليوم شعب يمني واحد تحت راية الوحدة اليمنية، شعب يحتفل كل يوم بوحدته التي تعمقت في ظل الأحداث الجارية التي تشهدها الساحة اليمنية، فضلت أن أقول أحداثاً بدلاً من أزمة لأن ما يحدث في اليمن ليس أزمة وإنما هي ثورة شعب أو مثلما تسمى هبة شعب خرج إلى الشارع معبراً عن آلامه ومعاناته رافضاً السكوت، مفضلاً الخروج من عنق الزجاجة ليصرخ في وجه الظلم والاستبداد والاستعباد.
إن هذا اليوم العظيم الذي لن يمحى من التاريخ ولا من الوجود يعد مكسباً وطنياً لنا ومغنماً لكل اليمنيين، وكم كنت استعرض لكم أعزائي القراء المنجزات التي تحققت في ظل الوحدة المباركة علماً بأن الوحدة تعد أكبر إنجاز تحقق في اليمن وقد تكون هذه هي الحسنة الوحيدة التي فعلها الرئيس/ علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض.
عموماً أما بقية المنجزات فهي غير موجودة على أرض الواقع وإنما هي على الورق ، منجزات نسمع عنها في القنوات الرسمية للسلطة.
فقناة عدن الفضائية مثلاً مساء أمس تحديداً الساعة السادسة مساءاً عرضت أوبريت غنائي "مصغر" عن الوحدة وتم عرض صور تحكي عن المنجزات فلم أرى إلا فتيات يرقص وآليات تحمل حاويات وصور لشوارع مزحومة بالسيارات ومن رأى غير ذلك فليخبرني.. علماً بأن هناك شريطاً اقتصادياً إخبارياً يمر عبر الشاشة يشرح منجزات حدثت ومن هذه الأخبار أن صناعة التمويل ارتفعت لتصل إلى عام 2010م "4253" مشروعاً وأسهمت بتوظيف أو بتوفير "12802" فرصة عمل، هناك كذلك مشاريع استثمارية سمكية "48" مليار بموحدات ثابتة لهذه المشاريع بقيمة "32" ملياراً ووفرت هذه المشاريع سبعة آلاف فرصة عمل.. وهناك مشاريع في أبين بالمليارات.
ما هذه الأرقام وما هذه الترهات والمغالطات يا قناة عدن الفضائية لا أريد أن أشتم أحداً، ولكن هذه المزايدات إلى متى ستستمر ؟! إن القناة لا يوجد لها مبنى يليق بها سوى ذلك المبنى المتهالك ذو الدهاليز المخيفة، فلماذا لم تعطيكم السلطة مبناً جديداً منذ 21 عاماً.. هذا على مستوى المبنى أما إذا تحدثنا عن الإمكانيات فهي غير موجودة ـ طبعاً المادية ـ فالمذيعات والمذيعون لا يعاملون أو بالأصح لا يتحصلون على كافة متطلباتهم التي من شأنها رفع مستوى حياتهم المعيشية والظهور بمظهر لائق.. فهل تصرف للمذيعين والمذيعات مبالغ من أجل المظهر؟! هل تستطيع القناة تقديم أي برامج على مستوى دون أن تكون هناك عوائق مادية؟!.
المفروض بكم كقناة تعاني من ضعف إمكانيات من كل النواحي التحدث عما تعانوه، هذه هي المصداقية والشفافية في التعاطي مع الأحداث.. أما أن تذكروا منجزات لا توجد فهذه والله مهزلة.
أستغرب كثيراً عندما يتحدث الرئيس عن المنجزات المحققة والاستثمارات والمشاريع الهائلة بأرقام خيالية واستغرب أكثر حين أرى المواطن لازال لا يستطيع الحصول على الماء بطريقة سهلة ورخيصة إذ لازال المواطن اليمني يشتري الماء وينفق نصف راتبه على شرائه واستغرب أكثر وأكثر من الانقطاعات المتكررة للكهرباء، إذ لا يستطيع المواطن اليمني أن ينعم بنعمة الكهرباء.. فلا زلنا نشتري الشمع والفوانيس لإنارة منازلنا..
هذه هي المنجزات الحقيقية التي تحققت في ظل سيادة السلطة المستبدة لن أقول في ظل الوحدة فالوحدة لم توجدها السلطة ولن تملكها يوماً وستظل اليمن موحداً رافعة علم الوحدة وليس كما يقول الرئيس دائماً في خطاباته.. فللمرة المليون أقول أخطأت أيها الرئيس إن وحدتنا ستقوى أكثر وأكثر عندما يسقط النظام وكل عام والجميع ينعم بالوحدة اليمنية.