الرفيق "لينين" له مقولة شهيرة أجدني اليوم مستعيراً لها إزاء إصرار الرئيس/ صالح على خراب البلد ليبقى رئيساً، فليعذرني الأخوة المطاوعة إذا ما قلت أن عدوهم اللدود كان قد حذر من سلطة المضطهَد –بفتح الهاء- والمهمش مجتمعياً، فليس هناك ما هو أسوأ وأخطر من سلطة هذه الفئة التي تعاني من عقدة الشعور بالنقص الاجتماعي، فهذا الصنف من البشر بمنظور زعيم الملحدين وفق تعبير الإمام يحيى (أعطه حقاً ولا تمنحه سلطة).
"جوزيف ستالين" واحد من هؤلاء الصاعدين من قاع الاضطهاد، فعقدة النقص هذه لم يبرأ منها حتى وهو في رأس أكبر إمبراطورية عرفها الشرق الأوروبي خلال القرن العشرين، الناظر في سيرة حياته، سيجدها زاخرة باضطهاد رفاقه ولحد النفي والقتل والانتقام من كل الرجال الأقوياء والمخلصين لمبادئهم وأمتهم، بل وصل الأمر به إلى عائلته الصغيرة التي لم تسلم من اضطهاده إذ مازالت حادثة انتحار زوجته لغزاً حتى اللحظة.
"نيرون" قبل أن يحرق روما، كان قد قتل أُمه وزوجته وصديقه، ففي الوقت الذي تلتهم النيران الحجر والشجر والبشر، بقى نيرون مستلذاً ومغتبطاً بالانتقام من كل ما حوله.
الناظر في الحالة الليبية سيراها قريبة من روما ونيرون، فحين ثار الشعب على قائده القذافي لم يحتمل الأخير هذه الثورة، إذ ظهر على الملأ، ليعلن ثورته التطهيرية على الجرذان وبإحالة مساحة ليبيا إلى نار وجمر لظى، محرقة ومهلكة للجميع، داعياً مناصريه إلى الرقص والفرح.
الرئيس/ صالح تجلت مأساة عقدته بالدونية والنقص الآن، فبعد حُكمه المديد ليس بمقدوره احتمال مسألة رحيله بسلام مثلما كان فعل القاضي/ عبدالرحمن الإرياني أو الشهيد/ عبدالفتاح إسماعيل، لن يستطيع رؤية السلطة وهي تنتقل إلى أحدٍ غيره، لا أظنه سيترك رئاسة البلاد لمجرد أن العباد ضاقوا بحكمه، عقدة النقص أعادته إلى طفولته البائسة التي لا تؤهله لشيخ عشيرة، فكيف وقد صار يحكم شعباً تعداده ملايين؟.
محمد علي محسن
سُلطة المنتقم 2333