;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

يوميات وطن ... 2556

2011-05-28 05:34:03

 
الوطن يحتشد وجعاً عالم مشدوه خطوات حيرى بشر كالبشر ينتظرون الغير معلن من خوف وقلق وتعب وصوت فيروز أمنية يستحيل سماعه بصفاء وهدوء أعصاب كأنها لم تكن ذات زمن لها معنى تغني للسلام والحب. الأزقة والحارات تتلوى جوعاً وخوفاً وكثير من الإحباط يأتيها من تطورات يقال إنها تتخذ منحى تصعيدي ويقال إن ثمة قادم أسود يوشك أن يأتي من مفترق طرق وقوم يعبئون البندقية بارودا وأكثر من هدف يتمنونه.                                                     
الأحد:
اسطوانة الغاز أكثر من أمنية، إنها مستقبل يوم جديد يكون للشاي مذاقه قبل أن يكون مستحيلا وباعة الغاز يحترفون الغش قيمة أخلاقية يعرضون الوطن لكل احتمالات الغش، فالاسطوانة نصفها ماء والآخر هواء تعتريك لحظة غضب وأخرى نوبة ضحك، فالوطن فوضى والأخلاق تتلاشى وكل يريد الكل وأنت وحيد، هذا اليوم تصحو على أمل لتنام على ألم.
الاثنين:
الكهرباء لا تأتي إلا كضيف عابر سبيل ليس لها علاقة بي ولا بالصحب والجيران، إنها عالم إضافي نكهة خرافية كأنها صنعت كي تكون ظلاماً من أجل أن يضيء رب السيف والصولجان في دار يسمونها رئاسة ونسميها تعاسة.. مطفاءة شوارع المدينة أينما يممت وجهك لا ترى غير سكون مخيف وكلاب تعوي وخربشة ليل من انفجار بعيد وإصغاء لقادم تتوقعه أين يكون! و تناول خبر أنت لا تعرف صحته و ليس ثمة ثقة بين من يتراشقون أخبار الموت والهزيمة جميعهم يقبلون على المزيد من الفوضى وإرعاب الطفولة وقهر الحلم وتناول القهوة لاستئناف قصف جديد وتصدير قذيفة تنطلق على حين غرة لمنزلك وأنت منها بريء ولا علاقة لك بهذا العبثي والموت المجاني الثقيل وطنيا والزاحف إليك يريد أن ينشط ذاكرتك لسؤال أين تختبئ، والتأمل في القبر وخباياه ومنكر ونكير وهم كل هذا ويزيد.
الثلاثاء:
الساحات كتل بشرية إصرار على الرحيل وعهود أن تستمر سلمية أمام الساحات خيار وحيد النصر للثورة وفي المقابل هناك المعبأ بالكثير من القذائف والجنود متحفزون للسيطرة على مربع آخر ووطن لا يريد أن يكون ناهضاً يدخل فيه الحذر إلى أقصى درجاته، تفتيش في الذهاب والإياب منزلك خطر عليك أنت متهم وأنت بريء من نقطة إلى أخرى ومن رصيف إلى أخر، يجزم الجندي أن يسألك ويتراجع إلى (افتح الخانة) تفتحها على خوف وتغلقها على فرح تقول في نفسك(يا من يجيب العوايد سليمة) التكونولوجيا خوف وليست راحة تقول وأنت تغادر الجندي على أمل أن لا تلقاه ثانية في وضع مستعد للهجوم.
تنهال عليك ظلال معاني الوطن من خوف وقلق وخبايا الأسلحة وتفتيش معلن وغير معلن وتراشق اتهامات، في كل بلدان الله التكنولوجيا متعة وتراسل وتخاطب وتخاطر وحب وجمال وفي بلادي هي تصدير لوجع واختراع نكد إضافي لإنسان ما، يتخاصم المثقف عبر (الفيس) وكل يريد هزيمة الكل واحتشاد في الطرف الآخر من الآلات والمجنزرات وإضافة متاريس وعلى ذات الجبهة مثفون وهواة (نت) يمارسون الإدانة والاتهام والادعاء من احتكار ثورة إلى إقلاقها والتشكيك في الثوار
الأربعاء:                            
أنقاض منزل هرم على ساكنيه قذيفة مجنونة مرت زجاج نافذة منزل بسيط يتحطم القذيفة تصل إلى ابعد من الشيطان. تنال من طيبين فيما المحارب يشرب قهوته ويبتسم ويفكر في قذيفة أكثر جهنمية لينتصر على وطنه بتصاعد دخان وارتباك سير وحالة ذهول ودموع أطفال وحركة حامل تتعرض للإجهاض وسيارة إسعاف وحيدة لا تتسع للمزيد بما فيها من قتلى ومذيع يرمم قتلا وصعلكة يدعي أن كل شيء قابل للترتيب، ومن وجع وموت وحرية مفقودة يحدثنا عن وطن منتصر.. هكذا تعود إلى خيبتك وخيمتك وتقرأ في كتاب الوطن ما تيسر من الجوع والإفقار ومتاهات القادم ونزق كبير يهيئ نفسه ليوم أكثر قهرا وخوفا وتساؤل يجيء من زحمة رعب.
كيف سينتصر الوطن من قذيفة وسلم مجد من جماجم أبرياء؟؟ هل سينتصر وطني كما يحلو للمذيع تزويرا ويراودك إحساس أن ما تبقى حزن وان لاشيء يعيد لك صوت فيروز(سكن الليل)( فيروز) تردد.. وتضحك، عتب على نفسك ووطنك وأشياءك الخاصة وسؤال رث لماذا نحن هكذا؟
الخميس:
كل يحشد جماهيره لتوتر سياسي وتحضير مشهد جنائزي لشهداء وصلوا وما يغني البكاء ولا العويل الجمعة تسمى تصالح وتسامح وعفو وسلام ووحدة....الخ وماشاء لك من الأسماء المباركة تتبارى فيها الأطراف من أكثر قوة واعز نفيرا يوم تحدي ليوم قادم أكثر تحدياً تخوضه سجالات لاتنقطع من قبائل هرمة، وأخرى مستقرة على الظن متي سيبدأ فصل جديد من البكاء، يوم واعدو له ماستطعتم من نفير وزعيق ومتى يكون يوم الحسم على وطني المتعثر في بقايا أغنية ذبلت أو كادت أن تتلاشى مع طلقة اكبر من أن تقع على رأس طفل لتقع على أسرة بكاملها تتناول فطورها الصباحي شاي و(كدمة)..
الجمعة:
ترتيب غير عادي من الحشود والحشود المضادة في وطن مكسور الخاطر تحديات تقبل الخديعة والتزييف وانتصار لا تعرف أين مكمنه وزعيم بذات الخطاب يراوده النصر على شعبه وتداعيات حلال وحرام وفتاوى يتصدرها من يمجد الرئيس وتعظيم يوم الأمن والاستقرار والتسامح والتصالح على وقع تهديد رئيس، ووعيد بالضرب بيد من حديد على القتلة وقطاع الطرق وضرورة التسامح، وتعيش في هذا التناقض حد الدهشة وتسأل: هل كل ذلك يجري فينا ولما الزعيم من قول ونقيضه في آن؟.. يحدثنا عن الشرعية له والتمرد للشعب شرعية لكهرباء لا تجيء وغاز منعدم وبترول بالقطارة وأسراب طويلة حياة نكد وهم وزعيم مؤتمن.. وإذا للوطن استقام ولا الزعيم استقال ولا الإنسان أبصر إلى ما يريد وحقق النزر اليسير من متطلبه اليومي وليس سوى الساحات ببيارق زعيم وبيارق تغيير وبين البيرقين الشعب يريد إسقاط النظام والشعب يريد علي عبد الله صالح فلا الشعب اسقط النظام ومازال مصرا على رحيله ولا الزعيم أدرك عواقب اليوم التالي وفكر بالرحيل، الأول الشعب يصغي لنداء الضمير والحاجة، والزعيم يصغي لعبده الجندي بتخريجاته البلدي وتواضعه الجم في تسويق الزعامة والترغيب لها والتنديد بالشعب، يفكر الشعب بالحسم، والزعيم بيوم إضافي للبقاء وكلا الأمرين لا يقبلان سوى التغيير الأولى للزعيم إذا أن يفكر في التنحي خارج منطقة الفلاسفة المقاولين في الوقت الإضافي على زعيم رقص على رؤوس الثعابين أن يغادر ليدوّن ذكريات 33عاماً من الرقص جنونا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد