;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

صخرة (سيزيف) 2190

2011-05-30 03:11:39


أنت يا سيزيف، المرهق بالصخرة الصماء قدرك أن تظل هكذا في صعود وهبوط، محملا بالثقيل ولامناص، فثمة من يريدك عناءً يومياً لتبقى كأسطورة يونانية أو تكاد تكون أنت هي بلا فارق يذكر وكأنك بهذا العناء تتحول إلى تابوت كبير لخمسة وعشرين مليون مواطن من أجل فرد يريد أن يظل سيد الموقف بلا منازع ليقصي شعب وإرادة شعب.. ومن تعب إلى آخر تبدو الرحلة أكثر معاناة وخرافية.. أيامها السيزيفية عرق وإجهاد ورياح هوج وحصى وملل يومي، آهة تلو أخرى، وكأنها ترسم علامة استفهام في طريق شعباً بأسره يتحمل الصخرة، يصعد بها إلى القمة لتتدحرج ثانية ويعاود الصعود بها من جديد دونما نهاية للتعب المزمن وبذات الصخرة التي لا تقبل أن تتزحزح، وليس سواه (الصخرة) الكبيرة تسد منافذ الهواء وتجعل القدمين تتعثر في سلم أولوياتها (هو) الذي يربض في (المشيد) من قوتنا وحياتنا ونبضنا (هو) الصخرة يا وطني وأنت (سيزيف) والقدر ساقه إليك عقوبة تستطيل،هو هو وحده من يرهق الوقت وإنسانه..
وأنت يا سيزيف معلق في مسار الصعود، من على جبينك تساقط حبات العرق على وقع نبض يتسارع وسعال معدني وقدمين متشققين أدماهما السير، فيما هو الصخرة لا يعرف سوى العقوبة عليك سبيلا لهدوء أعصابه ومن أجل باقة ورد على ضريح شهيد في مناسبة وطنية كنوع من التقليد غير المريح والواجب المزعج تماماً ولأمور أخرى هو أدرى بها..
وأنت يا سيزيف من النهار إلى نهار تسافر بلا هوية أو حتى سؤال لماذا السفر؟ (وكل البلاد مرايا وكل المرايا حجر)..
أنت ياسيزيف يا وطني أما هدك الترحال وأدماك هذا الشوك في صعودك وهبوطك؟ ألم تكن بن الثورة اليمنية؟ فلم كل هذا المجحف مرة واحدة؟ لم أنت، أنت الكد والمعاناة والصبر والحزن الطويل؟ بعد أن كادت أوراق اعتمادك لدى الحياة أن تنجز لولا الصخرة (هو) على حين غرة جاء لينتقل بك إلى الحالة السيزيفية عقوبة لا تنقطع وأنت لا تعرف سبباً لها سوى أنك أردت أن تكون وطناً من فرح، هكذا هي إدانتك أنك وطن وتريد حرية والحرية تهمة خطيرة لديه، و لولا الصخرة ياسيزيف لكنت أكثر من هذا سيد نفسك وأمير برك وبحرك وجوك ولكنت قد فلت من ثقل يومي وتهديد يريدك على مرماة وأنت لا تعرف سوى الصعود والصعود إلى سفح قمة، ما أن تصلها حتى تتدحرج من جديد الصخرة وتعاود الأمر بإصرار عجيب فيما هو يشعل جمر رغباته ليحرق وطناً بأسره، ومن يوم إلى آخر والفعل ورد الفعل يتلاحق فيك لتصير الحياة مجرد مأساة بفعل الصخرة الثقيلة التي تسد نافذة الحياة وتجعل الظلام للملايين ..
ويا سيزيف: أيها المرهق الحالم على بقايا أمل عسى أن يكون أنت وحدك من يسير في الشائك المعقد المليء بالألغام القابلة للانفجار مرة واحدة في نهار واحد ليغدو كل ما فيك ليس لك وتتشضى كما يريد هو..
ويا وطني: أنت تذكرني بالحالة (الدرويشة) في يوميات الحزن العادي (انحني يا وطني ريثما تمر العاصفة) قال: (لقد انحنيت حتى تقوس ظهري فمتى تطلق سهمك؟؟)..
وسيزيف: أنت أيها المكد الواهن، لماذا لا ترفض ما أنت فيه وتطلق سهمك حرية ؟ لم لا ترمي بالصخرة من أعلى ولا تعود إلى السهل للصعود بها ثانية..
سيزيف: أيها المتألم لأكثر من "33" عاماً خلت قدم نشيدك في الحياة حرية، فالآخرون هم الظلام وأنت وحدك سيد الساحات حرية، حرية.
سيزيف: يا تاريخ هذا الأرض من لغب ومن سغب وبحث عن فضاء واسع، أنت من يفتح نهاراً واعداً.
أنت يا وطني روح الله في الأمة.. سيزيف: يا وجع المراحل كلها ويا حلماً يراود كحل أعيننا، كن أنت، أنت وقادم الزمن الجديد، فليس إلا أنت يا وطني فمتى تحط الصخرة الصماء؟.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد