من أرض اليمن:
هو يريد القضاء على كل جميل في هذا الوطن...هو يعرف أن رحيله قد حان، فلقد آن الأوان..ولم تعد لديه مبادرات أو أصدقاء.. لن ترحمه السماء، فقد أبكى الأرض وأراق الدماء..ثلاثة وثلاثون عاماً حجب عنا الشمس وسرق الضياء.. إرحل عن هذا الكرسي..فماذا ستزيد اليوم؟؟ بعد قطع للغاز والماء؟؟ والكهرباء حدث عنها كيفما تشاء.. بعد أنهار من الدماء وبعد جثث متعفنة هنا وهناك؟؟ بعد فتن وحروب ودمار وأشلاء؟؟ وبعد أن دمرت الحياة دعك ودعنا كل هذا العناء.. هذه الأرض قد أزهرت حباً وكرامة وإخاء وأنت لم يعد لك فيها بقاء...
 من أرض سوريا:
ما ذنب جسد ذلك الطفل الطاهر ليعذب هكذا لقد أعادوا بشاعة مشهد اغتيال(محمد الدرة) ليصبحوا هم والصهاينة في كف واحدة,في كف اللاإنسانية واللاحياة، يعتقد الحاكم العربي أنه كلما سارع في قمع الثورة بكل وحشية وضراوة كلما عجل بإخمادها...لم يفهم الحكام أن قطرة واحدة من الدماء تعني ساعات وأعوام طويلة من النضال.. لا وقت للحوار.. لا وقت للإصلاح..يا بشار لم تعد تبشر بخير، فقد تفجرت من تحت قدميك أنهار من الدماء.. لقد كنت أمهر الأطباء وأنت تشفي عيون الضعفاء واليوم لقد أصبت بالعمى ولن تجد من حولك من يمسح عن عينيك، فيعيد لك بعض من الصفاء والضياء.. إن طعم الحرية له نكهة مريرة,وتضحيات جسيمة ولا أبصرت مطلقاً عيون الجبناء.
من الأرض المحتلة:
 أصبحَ عندي الآنَ بندقية.. إلى فلسطينَ خذوني معكم, عشرونَ عاماً وأنا أبحثُ عن أرضٍ وعن هوية، أبحثُ عن بيتي الذي هناك أبحث عن طفولتي.. وعن كل ركن دافئ وعن رفاق حارتي عن وطني المحاطِ بالأسلاك، أصبح عندي الآن بندقية، إلى فلسطينَ خذوني معكم يا أيّها الثوار أريدُ..أن أنبتَ في ترابها زيتونةً، أو حقلَ برتقال.. أو زهرةً شذيّة قولوا.. لمن يسألُ عن قضيّتي بأوردتي.. صارت هي القضيّة.. فقصةُ السلام مسرحيّة.. إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ يمرُّ من فوهةِ بندقية..(نزار قباني)..