توسعت رقعة المواجهات المسلحة في العاصمة صنعاء بشكل مخيف , وبدا مسار تلك المواجهات يصب في صالح القبيلة بشكل كبير , في حين يقابله تراجع وانسحاب واعتماد على حرب الإشاعة والحديث إعلاميا عن انتصارات للشرعية وللنظام .
صالح بدأ بقصف منزل الشيخ/ صادق الأحمر في إعلان تراه الغالبية على أنه إعلان للحرب داخل اليمن , وبدأت قذائف الدبابات والمدفعية والهاون تتساقط على منزل الأحمر .
لمن يكن صالح موفقا في بداية إعلان الحرب بتلك الطريقة التي فقد خلال ساعاتها الأولى العديد من رموز القبيلة ورجالها كان العديد منهم قبل ساعات من القصف يقفون في صفه وفي جبهته.
اللواء غالب القمش رجل خدم صالح كثيراً، لكن الأخير عاب فيه في آخر لحظات عرشه الرئاسي والشيخ/ إسماعيل أبو حورية -شيخ قبلي كبير- تجمعه قرابة قبلية بصالح خسره صالح أكثر من مرة، لكن هذه المرة وتحديداً يوم كان وسيطاً ومرسلاً من الرئيس/ صالح تحت رئاسة اللواء/ غالب القمش -رئيس جهاز الأمن السياسي "المخابرات اليمنية "، إضافة إلى مجموعة قبلية كبيرة من رموز اليمن ورجالها، كانت كفيلة بفتح جبهة عداء ضد صالح, لكن توجيهات القصف المدفعي والصاروخي على بيت الأحمر من قبل صالح وهو يعلم أن الكل هناك كأن صالح ينتحر سياسياً وقبلياً, يبدو أن صالح في حينها لم يكن عابئا بأحد منهم سوى أن ينال من خصمه الشيخ/ صادق الأحمر وكل بيت الأحمر, الذي بات صالح ينظر إليهم على أنهم "هم من سيقومون بترحيله من هذا البلد"، لقوتهم القبيلة والمالية العملاقة وتأييدهم لشباب الثورة المطالبين برحيل صالح .
القبيلة والجيش في ساحات المعركة :
أثبتت كل السنوات من عمر الرئيس صالح أن كل المواجهات المسلحة التي جرت على طول اليمن وعرضه شمالا وجنوبا أن المعارك التي يخوضها الجيش في مواجهة القبيلة كانت القبيلة دائما هي المنتصر لا لشيء سوى أن الجندي دائما ينتظر التوجيهات وماذا سيعمل, في حين يتعامل رجال القبائل في تلك المعارك بتوجيه ذاتي في التحرك والتنقل وإصدار الأمر، بخلاف الجيش الذي ينتظر دائما الأوامر في إطلاق النار , إضافة إلى رباطة الجأش وحمية قبيلة تدفع المقاتلين للاستماتة وراء القضية التي يقاتلون من أجلها .
رقعة المواجهات تتوسع وصالح يتقلص في الرئاسة :
" الحرب ميزانها أعوج " معادلة يرددها القبائل باستمرار ويفهمون أبعادها وحدودها , لذا فإن المواجهات التي تدور حاليا في العاصمة صنعاء بين رجال القبائل الموالين للشيخ الأحمر وبين القوات الحكومية عكست نتائج لم يكن يتوقعها أحد , وتحديدا في مساحات السيطرة الميدانية التي يحققها رجال القبائل لاعتمادهم على مواجهات كر وفر خاطفة وسريعة .
وعلى الطرف الأخر تقف قوات عسكرية مدججة بأقوى الأسلحة، لكنها لا تحظى بروح عالية أو إيمان بالهدف الذي يقاتل من أجله وتنتظر دائما التوجيهات .
يكشف أحد رجال القبائل الذين خاضوا عدداً من الموجهات خلال الليالي الماضية " ان رجال القبائل لا يجدون في المواجهات التي تجري مع الأطراف الأخرى أي مقاومة تذكر بل يقابلوا بفرار كبير من القوات الحكومية , لأنه حسب اعتراف البعض ممن ألقى القبض عليهم من العساكر " لمن نقاتل وعلى ماذا نقاتل " .
وعلى رأس المعادلة نجد صالح نسى كلية مكونات الجمهورية اليمنية كمكون كلي لدولة اسمها اليمن وبدأ " يحصر نفسه في مساحات جغرافية ضيقة محاطا بأكبر قدر من الأسلحة الثقيلة .
البحث عن حرب.. واللواء/ علي محسن شرارة اللهيب:
تعرضت الفرقة ألأولى مدرع لقصف مدفعي مكثف ومن عدة اتجاهات وتأتي في مقدمة من استهدفها المواقع العسكرية في جبال السنينة الواقعة غرب العاصمة صنعاء "غرب شارع الستين"، إضافة إلى جبل نقم , لكن كل ذلك القصف لم يحرك ساكناً من قبل الفرقة وهو أمر يجعل صالح يتضايق كثيراً، لأنه في انتظار رصاصة الرد من الفرقة على الرئاسة أو على أي مواقع وضعها صالح نصب عينيه.
مصادر صحفية تحدثت عن قيام صالح بإخراج المنظومة الصاروخية من معسكر "الحفا" الواقع جوار الجوازات, إضافة إلى عدد من شهود عيان في منطقة شيراتون أدلوا بشهادات لمأرب برس أنهم شاهدوا بالنواظير "المقربة" العديد من الصواريخ قد تم تركيبها على قواعدها العسكرية تجاه العاصمة صنعاء.
العديد من المصادر الأمنية والعسكرية حذرت شباب الثورة "أن هناك مخططاً يسعى صالح لتنفيذه, ويعد هذا لمخطط هو الخطة الأخيرة التي ينظر صالح إلى أنها ستكون المخرج الكلي للأزمة التي يعيشها.
وتتشرط خطة صالح الحاسمة والتي وضعت تحت إشراف العديد من الخبراء العسكريين في الحرس الجمهوري على أن تكون خطة خاطفة وسريعة وحاسمة, حيث يرى صالح أن هناك هدفين هما العائق الكبير له في بقائه وهما : الفرقة الأولى مدرع وساحة التغيير " , لذا يعتقد أن قصف الفرقة بقوة ضاربة تستخدم فيها أكبر قدر من ألأسلحة الفتاكة لإزالة وتدمير كل مكونات الفرقة الأولى مدرع بمن فيها , إضافة إلى خطة تستهدف إخراج شباب الثورة من الساحة بأي وسيلة ومهما كان الثمن سيكون بمثابة إزاحة عاق كبير يقف أمامه , وقد لجأ صالح إلى شراء صفقة أسلحة كشف موقع مأرب برس جانباً منها ومن بين تلك الصفقة غازات سامة ومنومة على غرار الغاز الذي قامت به القوات الروسية بتحرير رهائن من مسرح موسكو حسب روايات بعض المصادر .
القبائل في ثلاث ليال وصلت تخوم الرئاسة:
لقد مثلت الثلاث الليالي الماضية رسالة قوية للنظام في اليمن وذلك لسرعة التداعيات الكبيرة التي تهاوت فيها المواقع الحكومية أمام زحف القبائل بشكل ملفت للنظر، إضافة إلى توسع رقعة المواجهات المسلحة داخل العاصمة صنعاء لتصل إلى السفوح الأولى لجبل نقم و الشوارع الأولى المطلة على ميدان السبعين ورئاسة الجمهورية " كما حصل مساء أمس حيث وصلت المواجهات إلى شارع 45 إضافة إلى مناطق في حدة القريبة جدا من رئاسة الجمهورية .
كما أعتبر زحف القبائل إلى تخوم وزارة الدفاع " القيادة والأركان " وإطلاق عدد من قذائف الهاون على مخازن السلاح مؤشر خطير يهدد حياة صالح شخصياً ومؤشر يؤكد أن صالح سُيلقى القبض علية قهريا وتحت لهيب الرصاص حسب ما يراه بعض رجال القبائل .
حرب الإشاعات نافذة المنهزم:
لجأ المطبخ الأمني مساء إلى تعميم عدد من الإشاعات على صعيدين الجانب العسكري والشعبي حيث تم نشر إشاعة تتحدث عن انضمام اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع إلى الشرعية , ورواية تقول إنه سلم نفسه للرئيس " كما طغت الإشاعة التي تحدثت عن انتصارات ساحقة للحرس الجمهوري في عدد من أحياء العاصمة صنعاء وتحديدا حي الحصبة، حيث قالت الإشاعات التي ساعدت الفضائية وغيرها من القنوات الرسمية في بثها في صفوف الناس أن قوات الحرس الجمهوري مشطت كل الأحياء في الحصبة وتم اعتقال الشيخ صادق الأحمر وفرار بقية أولاد الأحمر إلى أخر الإشاعات التي ستحظى بالإضافات من عامة الناس .
لجوء المطبخ الأمني لسلاح الإشاعة من ثالث ليالي المواجهات المسلحة جاء بعد التأكد من انهيار واسع في معنويات الجيش والوحدات الأمنية , فكانت تلك الإشاعة هي حبة البارامول المنشط لمعنويات جيش يقاد بقوة التوجيه العسكري، لحرب لا يعرف مبتداها من منتهاها.
ناهيك أن المؤسسة العسكرية لن تسلم من الانشقاقات الداخلية ولن تكون كل مكونات الجيش في يد صالح، فلربما نسمع انشقاقات داخل الحرس الجمهوري والأمن المركزي و ربما كانت المواجهات من داخل القصر ذاته وممن هم على مقربة من مخدع صالح .
أحمد عايض
صالح في مرمي نيران حمران العيون 3081