;
إبراهيم مجاهد
إبراهيم مجاهد

تعز الثورة.. اتق شر من أحسنت إليه 3248

2011-05-31 02:19:36


لأنها تعز الثورة، تعز الشرارة الأولى، تعز الحالمة، على مدى الأزمان، لأن تعز الثقافة، تعز المدنية، تعز البسطاء أهلها، المتنقل أبناؤها بالهوية الوطنية التي لا يعرفون غيرها في ربوع الوطن وخارجه.
لأنها تعز معاقل الثوار والحكام، راسمة المشهد السياسي اليمني ومنبع العلم والمعرفـة.. تعز الحالم شبابها، بعيش كريم لكل اليمنيين، دون ذل أو ظلمٍ أو قهرٍ أو سلبٍ أو نهب للحقوق والثروات..
تعز.. لأن أبناءها طالما تاقوا إلى يمنٍ خالٍ من الفساد والبارود، والصاروخ والنفوذ القبلي، وعجرفة وغطرسة الحاكم المغتسل بدماء شعب فقير، لأنها تعز المفعمة بروح الشباب المتطلع لغدٍ أكثر أمناً واستقراراً، شباب يفكر بعقول وقلوب البُسطاء والمسحوقين والمقهورين، والمثقفين والأطباء والمهندسين والتربويين، الذين خرجوا من تلك الأحياء البسيطة والأزقة المزدحمة بالبشر الطيبين والأبنية المتواضعة المتلاصقة.
لأنها هكذا أو أكثر بكثير من ذلك.. أرادت آلة حرب النظام القذرة أن تضرب شباب الثورة في عقر دارهم، ظناً من هذا النظام –الذي يتفنن كل يوم في قتـل شعبه- أنه بهكذا جُرم واستباحة لدماء أبناء تعز الأحرار، سيخمد ثورة الشباب في جميـع المحافظات، كونه يدرك أن تعز بالنسبة لبقية ساحات الحرية والتغيير تمثل قلبها النابض ورئتيها التي تستنشق من خلالها نفحات الحرية والكرامة، لكن ما لا يدركـه رئيس النظام وجميع من خطط ونفذ المجزرة التي استمرت من عصر الأحد إلى صباح الاثنين- بحق شباب تعز الأنقياء ممن يمثلون طهر ونبل الفعل الثوري الخلاق بسلمية ثورتهم- أن صدورهم العارية ستتحول قطعاً في قادم الأيام لقذائف وصواريخ حُرية تدك أعتى قلاع الظلم والطغيان، لأن أبناء تعز واليمن أجمع قد أقسموا ألا بقاء لباغٍ في أراضينا، وتعهدوا للشهداء الأطهار ممن سقوا أرض الكفاح دماً- ألا يُضيعوا لهم عهداً ولا ذمماً.
تعز لسنوات طويلة عاشت وتعيش ظمأً شديداً لانعدام المياه، وظلت تشرب العطش بصمت لسنوات وفي يوم واحد عندما فكر الرئيس وحاشيته المغتسلون بدماء الثوار في حل لمعضلة تعز الثورة، ليروي عطشها قليلاً لم يجدوا سوى أغلى شيء فيها.. أشربوها بقوة آلة الحرب المدمرة والرصاص الحارق الخارق دماء أبنائها.
إذاً هكذا رد صالح الجميل لتعـز وأبنائها.. تعز التي جاء إليها أشعثاً أغبر لا يعرفه أحد سوى خطوط التهريب وخرج منها رئيساً..
لذا أقول للثوار الأنقياء الأتقياء في تعز الثورة: قطعاً دماء الشهداء والجرحى أغلى من كنوز الأرض، لذا فهي ستزيد من وهج وإيقاد جذوة ثورة الشباب وستوسع دائرة شرارتها، لتحرق كل من يقف في وجهها وتحوله إلى رماد.. وما عليكم يا أبناء تعز الأبية ويا شباب الثورة في ساحات الحريـة والكرامة والتغييـر إلا أن تعتبروا ما حدث فجر ومساء أمس الأول سوى جريمة بشعة تضاف إلى سجل نظام حفل بهكذا جرائم، وحاول من خلالها رئيس هالك لا محالة أن يثبت لنا صدقية العبارة القائلة: "اتق شر من أحسنت إليـه"، لأنه ليس من الكرام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد