"إذا كان المتكلم.. لابد وأن يكون المستمع عاقل" مثل أصبحت أردده كثيراً في الآونة الأخيرة خصوصاً منذ أن بدأ الإعلام الرسمي بالتفوه بالحماقات، والترهات التي لا تمت إلى الواقع بصلة. أعذروني قرائي الأعزاء ولكن كلنا نعلم أن الأجهزة العسكرية والأمنية والجيش تحت امرأة العائلة الحاكمة، وهذا الأمر يبدو جلياً الآن مع غياب علي عبدالله صالح إلا أن الأمور لم تتغير فأبناء تعز يقتلون وفي الحديدة يجرحون، في أبين يشردون وفي أرحب كذلك يقصفون.
الذي جعلني أتحدث عن هذا الأمر هو المؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه "عبده الجندي" ـ نائب وزير الإعلام ـ ولا أدري لماذا يطلق عليه نائب وزير الإعلام إذا كان الوزير مقال، عموماً هذه الأمور الغريبة لا تحدث إلا في اليمن، المهم أن عبده الجندي تحدث كثيراً وياليته لم يفعل.. لست ناقذة ولكن هناك أمور لا أستطيع أن أقف إزاءها موقف المتفرج.
فقد تحدث حول عدم علمه عن تلك الأعيرة النارية التي أطلقت والرصاص الكثيف الذي أصاب المواطنين بالهلع والجزع وأيضاً أصابهم إصابات مباشرة كادت أن تؤدي بحياة الكثيرين.
ولأول مرة هو صادق فيما يقول لأنه لا يعي شيئاً فعلاً، فكم هي المرات التي يتحدث فيها إلى وسائل الإعلام الخارجية عن أمور ويؤكد على صحة كلامه ويتبين فيما بعد أنه لا يعرف شيئاً، خير مثال على ذلك عندما تحدث عن عدم سفر الرئيس وأنه بصحة جيدة جداً وما هي إلا ساعات وأعلنت الفضائية السعودية عن وصول الرئيس، واليوم هو يتحدث عن أمور لا يصدقها عقل، كذلك الحديث الذي قال فيه إن الجيش تحت سلطة النائب وأن أحمد علي لا يتحرك إلا بأمر من النائب!.
على من تضحك يا أستاذ؟! من الذي يطارد أبناء تعز ويقاتلهم حتى ا لآن؟!! وأبناء الحديدة من اعتدى عليهم؟! وأبين من حولها إلى خراب؟!.
ألم أقل لكم إنه لا يعرف شيئاً أبداً أو أنه يعلم ولا يريد أن يفصح عن ذلك والدليل على ذلك أن من غير المعقول أن يتحدث إنسان عن شخص وهو يعلم جيداً أن هذا الشخصية "أحمد علي" معروفة لدى الشعب بأنه من قتل المعتصمين في الساحات في صنعاء وعدن وتعز والحديدة وفي كافة محافظات الجمهورية، ويأتي هو ويتحدث عن انتخابات وعن كونه أي "أحمد علي" مواطناً يمنياً ويحق له ترشيح نفسه، هل هذا الكلام منطقي؟! ألا تعلم أن الشعب يريد تغيير النظام وإسقاطه بأكمله، أم أنك لا تعلم ذلك، فإذا كان ذلك صحيحاً فتلك مأساة حقيقية.
يا أستاذ عبده لماذا تصر على الظهور والتحدث باسم الدولة وتجعل من نفسك "عذراً على هذه الكلمة" سخرية؟ أنا لا أعرفك شخصياً ولست في عداوة معك ولكن ما تفعله حقاً يقلل من شأنك كثيراً وهذا مالا أرضاه لك.
صدقني عندما تبدأ بالظهور يبدأ الكل بإطلاق التعليقات المضحكة، هذا هو الواقع الذي يجب أن تعرفه يا أستاذ!.