رائحة البارود وأصوات الرعب والخوف حلت ضيفاً ثقيلاً لا يطاق على الحوطة...مدينة الحب والطيبة والسلام، على الحوطة التي كانت بالأمس المحروسة بالله، واليوم أمست وأصبحت المحروسة ببلاطجة ومخربين، مدفوعي الأجر سلفاً من قبل جهات في الداخل والخارج، لها مصالح ومنافع في تمزيق عرى الوطن وإفشال مسار الثورة.
في محاولات قذرة لإسقاط المحافظات وتسليمها على طبق من ذهب لأيادي الشر,هم يريدون تشويه جسد لحج المشوه أصلا من سنوات بعاهات الفساد والجهل والتخلف والعشوائية والجريمة والثأر والمجاري مؤخراً ليضاف المزيد والمزيد إلى رصيد المآسي والأحزان.
لحج وكل بقعة من هذا الوطن لا تستحق ما يحاك اليوم وما يدبر...أعيدوها لنا من جديد مدينة للحب والسلام، دعونا نشم رائحة الفل والكاذي ممزوجة بعبق الحرية بدلاً من رائحة الموت والخوف والقلق وعدم الاستقرار.
فكفانا حروباً وشتاتاً وفتناً واغتيالات، نريد جميعاً على اختلافاتنا الكثيرة ومشاربنا المختلفة أن نتحد اليوم سوية لنحافظ على مدينتنا فالجميع هنا يريد أن ينعم بلحظات الصفاء والسكينة والوفاء التي افتقدناها منذ سنين.
أسأل الله أن يهدي كل الشباب المغرر بهم تحت مسمى الدين، فالدين براء من ممارسة أعمال العنف والترويع للسكينة العامة، فالمسلم الحقيقي هو من سلم المسلمون من لسانه ويده وليس من عاث في أرض الله فساداً وخرب فيها وأدخل الذعر في قلوب الآمنين البسطاء، فمن يؤمن بفكر الجهاد عليه أن يشد رحاله لأراضي الجهاد الحقيقية ويموت فيها شهيداً، ففلسطين هنا والعراق وأفغانستان هناك، وأمريكا وإسرائيل هم أعداء الإسلام وأعداء الأمة والوحدة العربية..ليبحث البعض عما في داخل قلبه من إخلاص وإيمان بقضايا أمته ودينه، فلا أنتم ملكتم الدنيا ولا الآخرة ولا أنكم جعلتم غيركم ينعمون بالدنيا والحياة الهانئة فيها.
أتمنى أن تعم السكينة أرجاء هذه المدينة المتعبة المجروحة المغتالة، وذلك بتظافر جهود الجميع دون استثناء من رجال وشباب ونساء..أحبوا مدينتكم ودافعوا عنها وناضلوا من أجل كرامتكم وقضيتكم وحقكم في الحرية، فهاهم الأشباح يطعنون مدينتهم في الظهر أكثر وأكثر ولا أدري لماذا؟؟ فهي أمهم وهم أبناؤها.. يا رب أحفظ لنا عقول شبابنا وقلوبهم من الأفكار الحاقدة على جمال الإنسانية وصفائها في نفوس البشر وسماحة الإسلام، هذا الدين الحق الذي وللأسف لا يفهمه الكثيرون, يا رب أحفظ لنا لحج وأبين وعدن وكل شبر طاهر حر من أرض الوطن...
Sheema_b88@yahoo.com
ربيع الشعوب ... وخريف الحكام
شيماء صالح باسيد
رائحة الموت ... 1944