لن أمْل ولن أيأس وسأظل أكتب عن وسائل الإعلام الرسمية خصوصاً القنوات الفضائية مادامت مصرة على المضي قدماً والسير نحو تزييف الحقائق والوقائع ونشر الأكاذيب وتلفيق التهم للغير والإصرار على إشعال الفتن بين الناس، حتى الفضائيات والقنوات الإخبارية العربية والعالمية باتت تعلم جيداً أن كل ما يعرض على قنواتنا غير صحيح، فذاك يقول ويصرح عن علي صالح وبأنه سيلقي كلمة وآخر يصرح وينفي الخبر، وهذا هو حال التصريحات اليمنية.
عموماً مساء أمس تلقيت اتصالاً هاتفياً من شخص رفض ذكر اسمه وخاطبني قائلاً: بأني أغار من الشجر المثمر شأني شأن كل الحاقدين، سألته عن اسمه وعن هويته حتى يتحدث معي هكذا، فأجابني بأن الإعلام الرسمي صادق وبأني وأمثالي نحاول تشويه صورته وأغلق الخط.
لم أتمكن من معرفته أو معرفة رقمه، لأن الرقم لم يظهر على شاشة الهاتف، على العموم هذا الكلام لم يؤثر فيَّ إطلاقاً، بل زادني إصراراً على الكتابة، والحقيقة استغربت كثيراً من العبارة التي قالها "أغار من الشجر المثمر"، هل قنواتنا الفضائية "يمانية" و"اليمن" مثمرة؟!، هاتان القناتان اليوم تبدوان مثمرة بنظر المؤيدين للنظام وبقاياه، لأنهما مواظبتان في نقل الأخبار المغلوطة والتي لا تمت للواقع بأي صلة.
رئيس مجلس النواب يهنئ... رئيس الجمهورية يهنئ... رئيس مجلس الوزراء يتواصل هاتفياً مع... أصبحت الحكومة تدير مهامها من السعودية الشقيقة.
هل تصدقون لو قلت لكم أن أبناء محافظة عدن جمعيهم لا يصدقون أي كلمة تقال في اليمانية، بل إنهم لا يشاهدونها ومن يشاهدها يصاب بجلطة ويكاد الدم يخرج من عروقه واستغربت كيف يمكن لأشخاص يعرفون تماماً ما تعانيه بلادنا وما نعانيه نحن من هذا النظام وبقاياه ويطلون على الملأ ويتحدثون عنه بطريقة تثير الاشمئزاز في نفوسنا؟! وهذا هو رأي المواطنين بالقنوات الفضائية.
وكنت قبل يوم أمس قد التقيت بمواطن من أبناء مديرية التواهي كان بانتظاري ورحبت به وبدأ حواره قائلاً: هل عرفتني؟ قلت لا، قال أنا أبوفلانة درست معك في المدرسة، عدت بذاكرتي إلى الوراء وعرفته، ولكنه تغير كثيراً إذ بدا أكبر من سنه بكثير، سألته عن حاله وأجاب الحمد لله، قلت له هل من خدمة أقدمها لك؟ قال أنا أعرف أنك تكتبين في صحيفة " أخبار اليوم" وأقرأ موضوعاتك وكنت أراسلك ولكني فضلت أن آتي إليك حتى تتحققي من شخصيتي وتتأكدي بأني لن أكذب عليكِ في أي كلمة سوف أقولها، قلت هات ما عندك ولن أقاطعك، فتحدث قائلاً: بدون مقدمات طبعاً نحن أبناء عدن كنا في السابق نعيش حياة هانئة مريحة، لن أقول إن الحزب الاشتراكي لم تكن لديه أخطاء، فقد كانت لديه أخطاء وخطأه الأكبر كثرة الحروب والانقسامات التي تحدث بين أعضائه، عموماً على الرغم من ذلك كان مجلس الرئاسة يحاول قدر الإمكان أن يوجد التوازن والتكافؤ بين الناس حتى لا يشعر أحد بالتفرقة وإذا لاحظت أو لاحظ من كان يعيش في عدن سيجد أن أبناء أعضاء مجلس الرئاسة كانوا يدرسون مع أبناءنا في نفس المدارس والجامعات أيضاً، فأنا أعرف أن ابن علي سالم البيض درس مع أحد أبنائي في كلية الحقوق، الذي أريد أن أقوله أننا لم نكن نشعر بأنهم مميزون، هذا الأمر كان يبعث فينا الارتياح، لم يدرسوا في مدارس خاصة في بريطانيا أو أميركا، كلهم تعلموا مع أولادنا في نفس المدارس، والتعليم كان إجبارياً ومجانياً والدولة متكفلة بمسألة توظيف أبنائها، حتى المساكن كانت الدولة توفرها لنا والكل يعرف الوحدة السكنية الجاهزة والحجر ونجوى مكاوي وعمر المختار والسنافر وحي عبدالعزيز عبدالولي والمشروع السعودي في المعلا، والمواد الغذائية مدعومة وكان الكل يشرب حليب، صحيح كانت روسيا "الاتحاد السوفيتي" موجودة وتقدم الدعم الكامل لنا، لكن هذا الأمر لم يؤثر علينا، قالوا كانت تأخذ الذهب الموجود في البلاد لم نكن نلتفت لذلك، لأنه حينا لم يكن ينقصنا شيء، حتى العلاج كان مجانياً وكانت العيادات الخارجية منتشرة وتعمل بوتيرة عالية، وعندما تمت الوحدة تم اكتشاف الثروات الطبيعية وكنا نستاء من عدم التوزيع العادل للثروات على اعتبار أن أبناء المحافظات الشمالية يأخذون كل شيء، إلا أنه بعد أن قامت الثورة وخرج الشباب إلى الساحات عرفنا الحقيقة وتأكدنا أن الثروات كانت تذهب إلى فئة معينة من الناس وأن أبناء المحافظات الشمالية محرومون منها".. قلت صحيح هذا هو الواقع الذي كنا لا نعرفه.
