لا يخفى على أ حد الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في شتى محافظات اليمن الحبيب وخاصة المناطق الحارة التي اضطر بعض سكانها مغادرتها بسبب شدة الحرارة والانقطاع المستمر للتيار الذي أصبحت عودته ـ لمدة دقائق بعد انقطاعه لأيام ـ من معجزات الدنيا التي لا تخطر على البال عند اليمنيين ولا ندر لماذا هذا الانقطاع فكلاً يأتي بتعليل ورواية ولا نعرف من نصدق ولا بأي رواية نأخذ.
كل ما ذكرته آنفاً ليس غريباً علينا نحن اليمنيين ولا دخيلاً فنحن منذ سنوات نعاني من هكذا معاناة ولكن الغريب أو الدخيل علينا هو أن بعض الناس يستكثرون علينا عودة الكهرباء لبعض دقائق فنجده إذا عاد التيار لمدة نصف ساعة أو ربعها وانقطع مرة أخرى واستنكر الناس تجده يقول: "أحمدوا ربك قد عادت الكهرباء لمدة نصف ساعة، غيركم ما حصل" وكأن الأمر لا يعنيه وبنفس الوقت لا تجده يستنكر الإنقطاع لأيام وأسابيع.
هؤلاء الناس ـ الذين لا ندري بأي وصف نصفهم ـ كثروا في هذه الأيام، حيث لا نعلم بأي عقليات يفكرون فيصورون لنا وكأنا نشحت الكهرباء ولا حول ولا قوة إلا بالله.
* الدبة الديزل بـ"كم"؟:
مادة الديزل أصبحت اليوم شغل المواطن اليمني الشاغل، فتجد اليمني اليوم بعد أن كان طول اليوم يفكر بقيمة القات وسعر القات تبدل كل همه الدبة الديزل فمنهم من يبحث عن دبة الديزل لمصلحته أو لبيته ومنهم من يبحث عنها للجيران أو بيعها بالسوق السوداء بأسعار باهظة الثمن كما أن الدبة الديزل تباع اليوم بما يقارب "8000" ريال على مذهب المحتكرين والمواطن المسكين عندما تقسو عليه الظروف تجده يأخذها بأي سعر كان حفاظاً على مصلحته ولا حول ولا قوة إلا بالله.
* مافيش كهرباء؟ ولا ديزل كمان:
انتهيت من كتابة مقالي هذا وذهبت إلى مقهى الانترنت القريب مني لأرسل هذا المقال عبر النت إلى الصحيفة فوصلت إلى المقهى وإذا يصاحب المقهى يقول لي"مافيش كهرباء" فتذكرت محل "نت" يبعد مسافة، لديه مولد كهربائي وعندما وصلت إليه وجدته مغلقاً فسألت أحدهم "ليش مغلق، مافيش كهرباء" فأجاب: ولا ديزل كمان عشان نفتح المولد" فأطررت إلى تأجيل هذا المقال إلى يوم الاثنين بعد أن أرسلته للصحيفة بخط يدي عبر الفاكس وأعتقد لم يصل إليهم بسبب ضعف بطارية الفاكس المتهالكة "فلا نامت أعين الجبناء ولا المحتكرين ولا حول ولا قوة إلا بالله.
* استراحة
أنت تثبت صدارتك بأفعالك لا بأقوالك
*ختاماً
نسأل من الله أن يرزقنا الإخلاص في كل قول وعمل وأن يجنبنا الانقطاع المتكرر للكهرباء واحتكار الديزل وكل أقوات الناس إنه قادر على كل شيء ولا تنسوناً من خالص الدعاء.
صدام الحريبي
أحمدوا ربك.. غيركم ما حصل 1911