إن سر النجاح يكمن في الآتي: عندما تكون لديك فكرة قوية و ترى نجاحها، بداية كن أنت أول وأكبر الناقدين لها، بعد ذلك إذا كانت المحصلة أن فكرتك تستطيع أن تتجاوز كل العقبات، عندئذ تقدم إلى الأمام وأنت واثق كل الثقة بأن فكرتك ستنجح قطعاً بعد توفيق الله، عندما "تؤمن" بداخلك بنجاح فكرتك، فإن الظروف لابد أن تستجيب لك حتى وإن استصعبت بالبداية، عندما يظهر المنتقدون وحتى الساخرون، فتذكر أنهم أسهل العراقيل التي يمكن التغلب عليها بألا تدع تثبيطهم يدخل إلى نفسك، بعض الأشخاص عندما يصطدم بهؤلاء المثبطين، فإنه يحبط و ينهار ثم يتراجع، نادباً الظروف وهؤلاء الأشخاص الذين منعوه من النجاح.
سأقول لكم سراً: ليسوا هم من وقفوا في طريقه، وليسوا سبب فشله، بل هو سبب فشل نفسه عندما سمح لهم بأن يُدخلوا الهزيمة إلى جوفه ويقبل منهم أن يثنوه عن تحقيق إرادته، بينما كان الأجدر به أن يحافظ على ثقته بنفسه وإيمانه بفكرته.
سيقول البعض: "ولكن بعض هؤلاء أناس نافذون ولن يستطيع عمل شيء بدون موافقتهم وقبولهم"، سأقول لكم على السر الأهم بالمسألة كلها: عندما تثق بنفسك وتؤمن بنجاح فكرتك، فإنه لابد أن تتهيأ الظروف و يظهر الأشخاص الذين سيساعدونك في تحقيق إرادتك، وغالباً يكون ذلك من جهات أو أشخاص لم يكونوا في حسبانك أو منظورك، لا تضع وقتك في محاولة إقناع أعداء النجاح، لأن نظرتهم هي "كيف لن نستطيع إنجاز هذا الشيء؟"، بينما الذين سيساعدونك هم من يتساءلون "كيف نستطيع إنجاز هذا الشيء؟".
هذا أحد قوانين الله في الكون وكل سير العظماء والناجحين مليئة بأحداث على هذا الشكل، إحداها هو ما حدث عندما جاء شابان فيزيائيان من جامعة كولومبيا في نيويورك لطرح نظرية تفسر بعض الانبعاثات المحيرة جداً في التجارب الذرية، كانت نظريتهما تطرح أفكاراً جريئة للغاية يصعب قبولها، منها انكسار التناظر المكاني وأنه في الكون، فإن اليمين يختلف عن اليسار حتى لو تطابقت الظروف، سخرَ منهم حتى كبار الفيزيائيين واعتبروها فكرة سخيفة لا يمكن أن تكون صحيحة، إلا أنهما أصرا على نظريتهما وأخضعوها للتجارب الصارمة التي أكدت بالنهاية صحتها و حصلا على جائزة "نوبل" بالفيزياء عام 1957م، وكل الذين انتقدوهم في البداية أصابتهم صدمة شديدة.
ملاك عبدالله
أسرار النجاح 1955