بعد الحملة الإعلانية التي شنها المعارضون الأتراك ضد القائد/ رجب طيب أردوغان وحزبه الإسلامي المعتدل "حزب العدالة والتنمية" حقق هذا القائد فوزاً مبهراً لم يحققه أي حاكم مارس انتخابات حرة ونزيهة، مما جعل الأقلية القليلة من المراهنين يطأطئون رؤوسهم بعد فوز هذا القائد بهذه النتيجة التي رفعت رأس كل محب للنزاهة والحرية الشرعية.
إن هذا الفوز الباهر الذي حققه رواد "العدالة والتنمية" بمثابة درس لكل حاكم على الأرض وبالذات حكامنا العرب الذين يمارسون الظلم والاستبداد ضد شعوبهم، فالأتراك لم يفرحوا بانتصار القائد/ أردوغان، بل أعتقد أن كل العالم فرح بانتصاره وأنا أحدهم.
شخصياً لأول مرة أرى حزباً حاكماً يفوز بالانتخابات بهذه النزاهة التي لا ينكرها إلا كاذب أو حاقد، فنتيجتها أقرتها المعارضة التركية نفسها لما رأت فيها من النزاهة الغير مشهودة في هذا الزمان.
انتخابات تركيا جعلتني أشعر بمعنى النزاهة والشورى التي افتقدها العرب منذ أمد، فما أجمل الشورى والنزاهة.
أما من يقولون بأن الشورى والانتخابات تؤدي إلى الفتن والمشاكل وعلى ضوءها أفتوا بتحريم الشورى والانتخابات، نقول لهم: هل نظرتم لانتخابات تركيا؟، هل هي محرمة؟ أم أنها محرمة عند العرب فقط؟
* موقفه من غزة:
كان ومازال النظام التركي بزعامة القائد/ رجب طيب أردوغان إلى جانب الحق مهما كان انتماؤه أو جنسيته أو طائفته، فغزة أكبر دليل على ذلك، حيث لم يقدم العرب نصف ما قدمه نظام أردوغان لغزة الجريحة، فأردوغان وقف إلى جانب غزة بالكلمة وبالقوت وبالدواء وكل ما يستطيع وجزى الله أهل غزة "الجريحة" كل الخير والثواب، الذين لم ينسوا فضل ذلك القائد بفضل الله على الشعب الفلسطيني في غزة وفي مقدمتهم القائد المجاهد/ إسماعيل هنية الذي ظل يدافع عن كرامة كل عربي ومسلم، فيجب على كل من تسول له نفسه قيادة أي شعب أن يحذوا حذو هؤلاء القادة الربانيين المعتدلين، فما أعظمهم من قادة.
وسوريا أيضاً:
أيضاً كان للرجل –آردوغان- دور في نصرة الشعب السوري الحبيب، فقد استنكر وحشية النظام "البشاري" على إخواننا السوريين العزل واستقبل النازحين وقدم لهم كل المساعدات مع أنه كان في أجواء انتخابية صعبة ومع ذلك لم ينس إخواننا النازحون من سوريا، فشكراً لك يا آردوغان.
رسمي شوية:
وأنا أكتب هذا المقال قال لي أحد أصدقائي بتكون لهجة المقال "رسمي شوية" بمعنى أنه لا يوجد فيه شيء من الفكاهة أو اللهجة "الراهدية"، لكن لا بأس، فذلك يهون من أجل قادة عرفوا الله وقدروا شعوبهم واحترموها ووقفوا عند متطلباتهم وعملوا جاهدين على تحقيقها، فأولئك هم الرجال ورب الكعبة.
استراحة:
أسوأ الخلافات هي تلك التي تنشب حول أمور لا دليل عليها لدى الطرفين.
ختاماً:
نسأل من الله أن يرزقنا الإخلاص في كل قول وعمل وأن يرزقنا حكاماً صالحين.. إنه قادر على كل شيء ولا تنسونا من خالص الدعاء.
صدام الحريبي
شكراً أردوغان 2058