إن الله سبحانه وتعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمنهم من يبتليه بمرض ومنهم من يبتليه بوفاة عزيز له، ومنهم من يأخذ إحدى حبيبتيه كما جاء في الحديث الشريف، فكل بلاء يختلف عن آخر ونحن واجبنا القبول بهذا البلاء أياً كان، لأنه قسم أراده الله ولا أحد يستطيع دفعه سوى الله.
وهذه الأيام في يمننا الحبيب هناك من الناس من فقد والده وهناك من فقد أخاه أو ولده دون أدنى سبب يخول للقتلة ذلك، فيجب على كل مبتلٍ أن لا يقنط من رحمة الله وأن يقبل بما حكم الله ويصبر ويحتسب، لأنه بعد الليل الحالك صبح مشرق، وهذه سنة الله في الكون ولا يتجرأ أحد إنكارها.
مشكلةُ وحل:
لا نعرف لماذا كلما مرت دولة من الدول العربية والإسلامية بظروف ثورية أو غيرها تتجه كل العيون والآذان والعقول إلى أميركا ودول الغرب، منتظرة من تلك الدول تصاريح، وتضرب لها مليون حساب، وكأنهن وصيات على أوطاننا الحبيبة، وكأن أميركا وغيرها هي المتحكمة بأقدار العرب والمسلمين والعياذ بالله، هذا بحد ذاته خطأ فظيع ومشكلة عظيمة، بل أعظم مشكلة نواجهها.
والحل هو أن نوجه قلوبنا وأبصارنا وبصائرنا لرب الأرض والسماء، رب العرب والعجم، ومن ثم نحن أولى من غيرنا ببلداننا، أما غيرنا بدلاً من أن يصلح، فهو سيعمل جاهداً على الخراب، فيجب علينا أن نحكم عقولنا ونقول بكل عزة وقوة: لا للظالم مهما كان ونقف إلى جانب الحق وننصره مهما يكن.
ولا حتى أنا:
انتقدني أحد الأشخاص على مقالي السابق في هذه الصحيفة عندما كتبت بأنه لا أحد وصي على اليمن لا المعارضة لا النظام ولا أحد كان، وقال لي: أكيد أنت وصي على اليمن، أقول لأخي هذا: قلتها ويقولها الجميع من ادعى الوصاية على اليمن هو واهم وكذاب وأعتقد أنك لم تفهم كلمة "وصاية" حتى تقول هكذا، وأؤكد أن بلادنا لا تحتاج إلى وصي أياً كان وأنا أيضاً لست وصياً عليها.
خُذ لك نظرة وصل على النبي:
يخبرني أحد أصدقائي أنه ذات يوم كان ماراً أمام إحدى محطات تزويد الوقود، فتفاجأ عندما رأى طابوراً طويلاً جداً من السيارات وأثناء وقوفه أمام تلك المحطة مندهشاً قال له أحد سائقي القاطرات: "ليش مستغرب خذ لك نظرة وصل على النبي"، يا الله حتى أصحاب القاطرات خائفون على قاطراتهم من العيون؟! عشنا وشفنا.
استراحـة:
هم يسألوني عن تعز؟
فأجبتهم: أهوى تعز..
إني أموت بحب من لمّوا جراح المستعز..
إني أقبل رأس من رفعوا الجباه إلى المُعز..
إني أحيي كل من ولدوا بأرضك يا تعز..
ختاماً:
نسأل من الله أن يرزقنا الإخلاص في كل قول وعمل وأن يرزقنا الحكمة في كل قول وتعامل.. إنه قادر على كل شيء ولا تنسونا من خالص الدعاء.
صدام الحريبي
ولنا كلمة...... 2207