قائد الحرس شكلياً شقيق الرئيس اللواء /علي صالح الأحمر وعملياً نجل الرئيس العميد/ أحمد، قائد الأمن المركزي نظرياً اللواء المتقاعد/ عبدا لملك الطيب وواقعياً ابن شقيق الرئيس العميد/ يحيى، قائد القوات الخاصة ابن شقيق الرئيس العميد/ طارق وعملياً هذه القوات متشابكة ومتداخلة مع قوات الحرس ولدرجة اختلاط الأمر وعدم التمييز بين قوات طارق وقوات أحمد.
الحرس الجمهوري مهمته حماية النظام الجمهوري, لكنه في الممارسة يحمي نظام الرئيس صالح وتحديداً حماية القصر في صنعاء وكل المنافذ المؤدية إليه وكذا القصر في تعز وعدن والمكلا وحيثما للرئيس مكان إقامة دائمة أو مؤقتة، أما القوات الخاصة، فمهمتها حماية الرئيس الثابتة أو المتحركة.
رئيس جهاز الأمن القومي هو في ذات الوقت علي الآنسي -مدير مكتب الرئيس- أما المسؤول الحقيقي، فهو وكيل الجهاز العميد/ عمار محمد عبدالله صالح والذي بقدرة قادر ارتقى من رائد إلى عقيد ومن ثم عميد ورحم الله زمن الكفاءة والأقدمية، ففي عهد المشير لا لوائح أو دستور؛ فيكفي أن تكون ابناً أو قريباً لتصير جنرالاً حربياً مهاباً بالقلاع والنياشين والأوسمة والجند والصلاحيات.
حكومة تصريف الأعمال هي بحكم المقالة, لذا وظيفتها تسيير إدارة أعمال يومية ولا يجوز لها إصدار القرارات والتعيينات أو أية إجراءات تتعلق باعتماد وإنفاق المال العام أو غيرها من القضايا الجوهرية المخولة للحكومات الاعتبارية في الظروف الطبيعية، وبرغم علمنا بوظيفة حكومة تصريف الأعمال, نسمع ونقرأ عن قيام الوزير بتكليف مدير بدل مدير انضم للثورة فيما وزير آخر يوجه ويؤكد ويصرح لوسائل الإعلام بصفته وزيراً وليس باعتباره قائماً بأعمال الوزير.
الوكيل/ أحمد سالمين صار محافظاً لعدن، ربما بمقترح من وزير الدفاع المقال أو بتكليف شخصي من النائب القائم بأعمال رئيس الجمهورية، اللواء "25" ميكا يحارب الجماعات الإرهابية في أبين منذ أكثر من شهر, بينما وحدة مكافحة الإرهاب المدعومة أميركياً وأوربياً توجه رصاصها وقنابلها إلى المتظاهرين العُزل.
قوات خفر حماية السواحل تم تدريبها وتزويدها بعدة وعتاد إيطالي وأسباني وياباني وغيرها, ومع ذلك صارت مياهنا الإقليمية مسرحاً للقراصنة الصومال, الذين بالكاد لديهم قوارب صيد وبنادق عادية, ناهيك عن كونها بحراً لتهريب الديزل أو الأسماك أو السلاح.
نائب الرئيس بلا قرار تعيين وبلا صلاحيات غير تلك الشكلية التي لن تؤثر على سلطة العائلة، فنظام الحكم كان جمهورياً وصار بفضل صالح حكماً أُسرياً صرفاً! ما نشاهده الآن في تعز وصنعاء من جرائم مقترفة من قوات الحرس الجمهوري لا تؤكد بأن ثمة حماية للجمهورية، بل مهمة هذه القوات حفظ مُلك الأب، الأمن المركزي والقوات الخاصة ومكافحة الإرهاب والأمن القومي وغيرها من المسميات لا وظيفة لها غير حماية حُكم (أبينا وعمنا وولي نعمتنا).
في هذا البلد كل شيء صار مقلوباً أو ممسوخاً أو مشوهاً أو مسروقاً أو.. أو..، لذا أحسب أن الثورة قامت من أجل إعادة الجمهورية إلى اليمنيين، فهل ننتظر من أمثال أحمد وطارق ويحيى والجندي والشامي ومقولة وغيرهم تسليم السلطة هكذا ولمجرد أن حكم صالح يجب أن ينتهي؟ أعتقد أنهم سيواجهون الثورة بكل القوة والصلف والهمجية، فمثل هؤلاء ليس لهم وظيفة سوى حفظ وبقاء الرئيس، وطالما ولاؤهم مطلقاً له وليس لوطن أو جمهورية أو شعب، فمن الاستحالة تسليمهم السلطة لـ"عبدربه" أو غيره.
محمد علي محسن
بلد مقلوب وجمهورية الصميل 2652