لا أحد يدري ماذا يجري.ثلاثة أيام فقط، هي التي فصلت بين صورتين للرئيس : الأولى كارثية، وأظهرته بوضع صحي سيء للغاية, ولبس غير معهود، حين كان يوجه خطاباً لشعبه، والثانية، طبيعية، وأظهرته، بوضع مغاير تماما للطلة التي ظهر بها الخميس، حين أستقبل مساعد أوباما لشئون مكافحة الإرهاب.
هل كان من اللازم قدوم برينان الى الرياض قبل تسجيل الخطاب التلفزيوني، حتى يظهر الرئيس بصورة تليق به كرئيس: يلبس البدلة، ويحرك أقدامه ويداه، ولا يظهر وجهه بتلك الملامح الغابرة التي صورته كشخص خرج من الربع الخالي.
الخميس، لا أحد يخفي كم كانت صورة الرئيس مزعجة، وتمنيت ألا يظهر بتلك الهيئة. كان " الإنسانيون " يتحدثون عن الإنسانية التي توجب عدم الشماتة، وكانت الصدمة لا تترك لأحد مجال بأن يشمت، لماذا أشمت منه بسبب اللون فقط. الألوان لا تشكل فارقا عندي. كنت مستاءً فقط من الطريقة التي أظهرته كشخص كسيح لا يحرك إلا رقبته فقط، واعتبرت الأمر لا يستدعي، حتى وإن كان الغرض منه، " شحت " المزيد من الاستعطاف، صدّقت كغيري، ولم أتوقع أن الرئيس سيقبل تمثيل دور شخصية مشلول، رغم أنه أجاده بتفوق.
ظهور الرئيس خلال 3 أيام، بشكلين مختلفين، وفروق شاسعة، لا علاقة له بالطب. الطب لم يتقدم بعد، إلى مستوى يجعل من شخص - تلتصق ذراعيه بجسده ولا يحركهما كأنهما مبتورتين، وصدره منتفخ ، وعينيه بيضاء تنظر إلى مكان واحد بعيداً عن الكاميرا التي تصوره مثل أعمى – يظهر خلال يوم وليلة هو يلبس بدلة فاخرة، ويضع رجل على ركبة، ويحرك يديه المغطاة بكفوف، كلاعب كرة يد. "بركاتك يا برينان "
ما الذي حصل ويحصل ؟..لا يمكن أن يكون التطور العلمي هو السبب. وبعيدا عن الصحة،ما هو تفسير ظهوره أمام الأمريكان، وكأنه في خيمته بدار الرئاسة : المكان، الإضاءة، حتى محمد صُدام كان موجوداً، فيما يظهر في الخطاب الموجه للشعب، بغرفة مظلمة، تصوير بدائي وكأن المصور من مرافقي أمين عام مجلس محلي، لا رئيس جمهورية.
هل حمل برينان معه الوصفة السحرية التي أعادت شكل الرئيس وحيويته وهو قادم إلى الرياض, أم أن أوباما أنزعج الخميس من المشهد السابق، و لم يرتاح للدور الذي يُمثّل، وأوفد مساعده إلى المملكة ليقول للرئيس اليمني : " عيب.ارجع لحولك "،وشكلك السابق, وربما أن " هوليوود " قد انبهرت من قدرات الرئيس الفنية، وقررت التعاقد معه في جزء جديد، من فيلم " افاتار "
هناك لغز مبهم في قصة إصابة الرئيس، وقصة في علاجه، وقصص كثيرة في ظهوره مرتين في التلفاز منذ الحادث.
ظهوره بشكل متعافي بعد يومين من مشاهدته، بشكل " مومياء " تقعد على كرسي, لـ" شحت " تعاطف الشعب، إهانة جديدة للشعب، يؤكد أن إصابته، مسرحية هزلية، ويجلب الشك أيضا، بأن حادثة الجامع مؤامرة الهدف منها, كمخطط لكسب المزيد من الوقت.
كل الاحتمالات واردة الأن، ربما سيظهر كبار القيادات للرأي العام، بشكل مشابه لظهور الرئيس ", مرنججين " وقد طليت وجوههم بالأسود، وربما بدون إصابات. اعتقالهم بالرياض، وسجنهم من الظهور حتى لأهاليهم، حتى الآن, يؤكد أنهم مشاركون في مسرحية، لم تبتر أقدامهم، ولم تحرق قلوبهم، ولعلكم شاهدتم كيف كان خطيب الجامع الذي ظهر في الفضائية، مرشوشا بالمكياج الأسود، ويخطب طويلا،وكأنه في منبر, لا سرير بمستشفى، وربما أنهم قد ماتوا، وما يجري حاليا هو تغطية على عملية التصفية التي تمت.
مسرحية الخطاب المتلفز، فضيحة جديدة، ومدوية، تظهر كم هذا النظام كاذب ومخادع ومراوغ، يعيش ويموت على الكذب. كما أنها " صفعة "، مستحبة وجميلة، لقيادات اللقاء المشترك، لتعرف كم هي بليدة، وباتت خارجة عن الزمن والخدمة، وأن مراقص الثعابين ما زال يراقصها بفن، ويتمتع بلياقة عالية تمكنه من وضع " رجل على رجل".
على شباب الساحات أن لا يستغربوا من مسرحيات صالح، ولا يعيروها اهتماما. كسب الوقت نعم، بأكاذيب, لكنه لم ينج بعد.
يقف على رجليه، أو يضع إحداهن على الأخرى، يخرج إلينا بثوب الناصحين الأبيض، بالأخير هو معروف لديهم, وعليهم أن يواصلوا نضالهم ويسقطون الممثلين والمهرجين.
وعلى مخرج مسلسل " طاش ما طاش " أن يستعين هذا العام بممثل جديد موهوب ومخادع ويغير اسم المسلسل إلى " صالح ما صالح " !!..
alkamaliz@hotmail.com
زكريا الكمالي
بركاتك يا برينان !! 2417