;
تيسير السامعى
تيسير السامعى

خواطر على طريق الثورة 1977

2011-07-14 03:24:18


لقد صنعنا ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى , أبهرنا العالم ، غيرنا نظرته السلبية للإنسان اليمنى أعيد لليمنى كرامته، صار يشعر بالفخر كونه يمنياً, أكثر من أربع أشهر من الصمود والتحدي أمام قوى البغي والجبروت التي استخدمت كل أنواع الأسلحة في سبيل القضاء على الثورة، لكنها مازالت مستمرة , صحيح أنها طالت كثيراً و لم تحقق أهدافها، لكنها غيرت أشياء كثيرة في نسيج المجتمع وكسرت حاجز الخوف وأسقطت أسطورة الغول التي ظلت ترعبنا لعقود من الزمن .
التأخر في تحقيق أهداف الثورة ليس بسبب خلل فيها، لكنه بسبب عدة عوامل، أهمها العامل الخارجي الذي له تأثير كبير على الواقع اليمني، وهي مشكلة اليمني منذ القدم، الذي دائماً ينتظر الحلول من الخارج.
العامل الخارجي كان أكبر من طاقة شباب الثورة، لذلك لم يستطيعوا الحسم، وهذا ليس له حل إلا الاستمرار في الثورة والتحلي بروح التحدي و الصبر والصمود, حتى نتمكن من بناء دولتنا والاعتماد على أنفسنا وبالتالي الاستغناء عن الخارج، هذا بحاجة إلى سنوات من العمل الدؤوب المتواصل وهي مسؤولية كل يمني حر وشريف ,
يحب أن نعترف أن الأزمة الاقتصادية وانعدام الخدمات الأساسية كالمشتقات النفطية قد ضرب الثورة في مقتل وأثرت على مسارها، مما جعل الكثير من أبناء الشعب يصاب بالإحباط، فأثرت على حياة الناس المعيشية، لكنها لم تمت روح الثورة في نفوسهم .
هذه التطورات تستوجب على شباب الثورة الوقوف معها وقفة جادة والتفكير طويلاً في إيجاد مخرج لها والبحث عن حلول عقلانية تضمن عدم القضاء على الثورة، في نفس الوقت تنقذ البلاد من الحالة السيئة التي تعيش فيها .
الحلول السياسية المطروحة على الطاولة التي قد تفرض علينا من قبل الخارج، قد نضطر قبولها على مضض، وهذا لا يعنى أن الثورة قد انتهت، بل بالعكس فهو بداية الثورة الحقيقة، لأن ثورتنا الحقيقة هي ثورة البناء والتطوير وإرساء دعائم الدولة الحديثة، ثورة الاعتماد على النفس والاستغناء عن الخارج , فالنضال السلمي طريقه طويل , والأهداف العظيمة لا يمكن أن تتحقق في يوم وليلة .
ثورتنا لم تقوم من أجل إسقاط أشخاص واستبدالهم بآخرين، إنما قامت من أجل إسقاط نظام وبناء دولة مدنية حديثة، هذا ليس بالأمر السهل ولا يمكن أن يتحقق في فترة وجيزة، فالذي يعتقد أن رحيل علي عبدالله صالح و أفراد عائلته من السلطة هو هدف الثورة، فهو مخطئ وعليه مراجعة حساباته وهو بذلك قد ظلم الثورة وحصرها في زاوية ضيقة جداً، ولنا في شعب مصر العظيم أسوة، فرغم رحيل مبارك وتقديمه للمحاكمة، إلا أن الثورة لازالت مستمرة، لأنها ليست ضد أشخاص إنما من أجل بناء دولة حديثة .
أعتقد أنه ليس من مصلحة ثورتنا رفض الحوار، ولكن الحوار الذي ليس فيه استعداء لثورة الشباب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد