;
مصطفى راجح
مصطفى راجح

الاستثمار المدروس "للإرهاب" 2327

2011-07-18 03:50:48


انتقال شعلة الثورة من بلد عربي إلى آخر؛ يعبر عن وحدة هذه الأمة ـ بحسب هيكل ـوأن ما ظل الساسة ينكروه طوال عقود مضت أثبتته الأحداث الآن، أن العرب موحدون بتاريخهم المشترك وليس فقط بالتجاور الجغرافي. فهم يعيشون ظروفاً متشابهة وتحكمهم أنظمة متماثلة، ويصيبهم الركود في وقت واحد،ويتحركون في نفس التوقيت لتماثل أحوالهم الموضوعية 
من قبيل هذا التشابه المعبر عن أمة واحدة، أن الأنظمة المتساقطة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا لم تجد مبررا واحدا لبقائها، ولذلك لجأت مجتمعة إلى التخويف من البديل القادم باختلاق الروايات عن إمارات إسلامية يسعى المتطرفون لإقامتها على أنقاضهم، والتلويح براية الإرهاب الحمراء لتهييج الأطراف المهيمنة في أميركا وأوروبا.
مثل هكذا تلويح يستجدي فرصة أخيرة للبقاء بعرض خدماته للخارج على افتراض أن تهديد الإرهاب فعلي، أو باستمرار تواطئه مع الخارج في اللعب على ورقة الإرهاب. فالمتطرفون والإرهاب ليسا فقط ورقة داخلية تلعب بها الأنظمة الفاشلة، فهناك اللاعب الأكبر في واشنطن، الذي استضاف بن لادن لسنوات في منتجع الجيش الباكستاني قبل أن يضع نهاية لحياته في فيلم هولييودي من طراز رفيع..
هذا لا يعني أن الواقع خالي من الفكر الأصولي السلفي المتطرف، والجماعات العنفية التي تتحرك على أرضية هذا الفكر، وإنما يعني أن تفاقم الإرهاب وانتشاره يعود في احد أهم أسبابه إلى استثماره كورقة سياسية تلعب بها أجهزة المخابرات المحلية والعالمية.
 هذا التلاعب بوحش الإرهاب يزيد من المساحة التي تتحرك عليها هذه الجماعات العنفية ولا يقلصها.
الآن في اليمن يتم تعميم لاصق الإرهاب واستخدامه للتعمية على الجرائم التي ترتكبها مليشيات النظام ضد أبناء الشعب اليمني في أرحب وتعز ونهم وذلك بإغفال طبيعة ما يحدث والاستعاضة عنه بالحديث عن أشخاص ينتمون للحركة الإسلامية.
ومثلما يحاولون حصر الثورة باعتبارها خلافا شخصياً بين علي صالح وعلي محسن أو أسرة علي صالح وأسرة الأحمر في محاولة يائسة للتعمية على التناقض الرئيسي الذي أبرزته الثورة بين الشعب اليمني والنظام، يحاولون الآن تغليف جرائم مليشيات النظام باعتبارها صراعاً مع أشخاص في الوقت نفسه تدعم آلة النظام الأمنية والعسكرية عناصر الإرهاب الحقيقي في أبين، وتقف مكتوفة الأيدي بعد أن مكنتهم من السيطرة على المحافظة بسحب قوات الأمن والشرطة وكتائب الجيش ولولا صمود اللواء 25 ميكا بقيادته الصلبة وأفراده الذين قدموا مثالاً نادراً في الشجاعة والوطنية والصمود، لكانت عدن الآن بيد عناصر الإرهاب المدعومة بمليشيات النظام
لقد وصل بنا الحال أن سياسياً حصيفاً كالدكتور محمد عبدالملك المتوكل يشبه أرحب بأفغانستان !!في وقت يضرب فيه أبناء أرحب بالصواريخ والدبابات والمدفعية والطائرات عقابا لهم على موقفهم الوطني المساند للثورة السلمية اليمنية، وتصديهم للألوية المسيطر عليها من قبل النظام، الذي يحاول منذ عدة أشهر الزج بها في معركته للبقاء والتشبث بالسلطة بتحريكها إلى العاصمة صنعاء بهدف ضرب المعتصمين وحصار العاصمة بالقوة الغاشمة المعادية للشعب اليمني وثورته السلمية.
  ووصل بنا الحال أن سياسيا معارضا آخر يفترض أن يكون في صف الشعب ويغضب لما يصيبه من اعتداءات وجرائم، فإذا به يقول لنا أن الحرس الجمهوري أقل حاجة لإعادة الهيكلة لأن عقيدته السياسية هي مكافحة الإرهاب!.
لقد أغفل هذا القيادي المعارض ـ بوعي أو بدون وعي ـ أن مهمة الجيوش وعقيدتها تتلخص في حماية البلد وحدوده وأمنه وحماية مواطنيه. وفي مصر المحروسة أجمع الشعب المصري بجميع فئاته وأحزابه على تقدير الموقف الوطني الصلب الذي تمسك به الجيش المصري بقيادة المشير طنطاوي في رفضه لاختراق الأطراف الخارجية وتحديدا أمريكا للجيش المصري تحت يافطة مكافحة الإرهاب، وكانت حيثيات قيادة الجيش، أن مكافحة الإرهاب تقع ضمن مسؤوليات ومهام الأجهزة الأمنية، أما عقيدة الجيش المصري الدفاعية فهي حماية مصر وحدودها. وتقوم هذه العقيدة الوطنية التي لم تتزعزع رغم التطبيع والارتهان على أن إسرائيل هي عدو مصر والتهديد الرئيسي لأمنها
في اليمن ورغم كل ما قيل عن تعاون لمكافحة الإرهاب إلا أنه لم ينتج لنا سوى الاستثمار المحلي للعنوان، بتحويل الحرس الجمهوري أولا من جيش إلى ميلشيات أمنية مهمتها الأولى حماية النظام ضدا على الشعب ومصالحه وإرادته وطموحاته. واستثمر برنامج مكافحة الإرهاب لترسيخ الهيمنة الشخصية لأقارب علي صالح على الحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية. وبرغم أن الأمركيين يعرفون جيدا أن التحالفات المشروعة التي تحقق مصالح مشتركة للشعبين والتي تدوم، لا تقام مع أشخاص...إلا أنهم يواصلون المضي في تحالفهم مع التوريث، لأنهم يدركون أن هذا هو الطريق الآمن لاختراق الجيش اليمني والسيطرة على مسار الأحداث وتوظيفها لخدمة مصالحهم بأقل التكاليف!!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد