كثرت الضغوط علينا في الحياة وبدأ اليأس يدخل إلى قلوبنا، ووسط ضغوط الحياة الكثيرة أصبح لازماً علينا أن ننسى همومنا ولو قليلاً ونسمح لمساحة من الراحة تدخل علينا ومن أجل ذلك فقد اخترت لكم موضوعاً بعيداً عن السياسية وبعيداً عن أي توتر ولنلعن بأن اليوم هو يوم استراحتنا.
أعلم أننا سنعود إلى حالنا السابقة بعد ذلك ولكن ما الضير في ذلك؟!
عموماً أعجبني موضوع قرأته عن الفرق بين اللص والنشال في"كتاب في البال يا بيروت" كتب في مجله العربي.
فيقول: النشال غير اللص ولا يجوز الخلط بينهما، اللص يعمل في الليل وفي الأجواء الساكنة، أما النشال فلا يمارس مهامه إلا في وضح النهار وفي الأماكن التي تضج بالحياة.
اللص يعتمد على العنف على العضلات يتسلق، يكسر، يخلع، يقفز وقد يستعمل السلاح وهو عادة من ضروريات أمنه الشخصي.
أما النشال فيعتمد على عقله وأنامله وهو يكره العنف أو لنقل أن العنف ليس من طبعه وأن مجال عمله لا يتطلبه بالضرورة وهو يخطط ويصمم ثم ينقض على الفريسة وينفذ بسرعة يخطف خطفاً.
واللص بطيئ الحركة، دائم الحذر، جبان، أخف حركة تثيره وأبسط ضجة ترعبه، لذا فهو متوتر، قلق طوال عمله حتى بعد الانتهاء منه، بينما النشال أخف حركة وأرشق خطوة وأسرع عدواً وأكثر ثقة بالنفس.
اللص جبان يتجنب الناس، أما النشال فرزقه حيث الزحام، لذلك فهو يقتحم الجمع غير مبال، اللص بوده لو يسرق الدنيا كلها دفعة واحدة ويضعها في كيسة، أما النشال فقنوع يكتفي بقطعة واحدة مطبقاً مبدأ القناعة كنز لا يفني.
اللص يعمل بكلتا يديه والنشال يعمل برؤوس أصابعه، يكون بقربك وراءك إلى جانبك وبلمح البصر ينقض فيصبح ما في جيبك في جيبه، عادة يكون الصيد ثميناً فمن يقصد السوق لا بد وأن تكون محفظته مليئة وعامرة بالنقود.
كروان عبد الهادي الشرجبي
الفرق بين اللص والنشال 2360