هاهو رمضان قد هل علينا بخيره وبركاته وزيادة حسناته وغلاء أسعاره أيضاً, طل علينا هذا العام ونحن والوطن في حالة غربة شديدة، حين جرفت بنا السياسة نحو عمق مجهول قد خافه من قبل وتوقعه الكثيرون وهاهي مخاوفهم وتوقعاتهم جاءت في محلها الصحيح.
 في رمضان تعودت كل عام أن أفتح دفتر حساب جديد أبدأ صفحاته بكلمات مشجعة أشحن بها نفسي المهزومة وروحي الصريعة بحب الوطن, لم يبق في القلب ما يجدي لأقرأه لكم إلا تساؤلات ترمي بثقلها وبقوة فوق ذاكرتي المثقوبة التي تتساقط منها الذكريات تباعاً ولا أملك لها شيء, كيف سيبدو حال الوطن في رمضان؟؟ وماذا عن المعتصمين في الساحات بين تعب الصيام وإرهاق الانتظار لتحقيق المطلب الشعبي العظيم وكم سيسقط بعد من الشهداء والجرحى ثمناً لذلك؟؟ وهذه الثورة الى أين؟؟ والى أي الشواطئ سترسو سفينتها؟.
 لكن ما نملكه اليوم هو همة وإرادة راسختين كيقين المؤمن بالجنة والنار والحساب والعقاب, ذلك الأمل في النفوس يجعلنا نشحذ الهمم نحو طريق الأمل والعمل ربما يبدو اليوم أملاً مجروحاً وعملاً غير مثمر، لكن تاريخ الشعوب يؤكد حقيقة لا تموت أبداً وهي واضحة كعين الشمس ثاقبة وراسخة كرسوخ الجبال فوق أرضي الشامخة, تلك الحقيقة تقول: إن الشعوب باقية فوق حكامها وأن ربيع الثورات العربية لن يقتله خريف الأحزاب السياسية ولا شتاء الأنظمة المستبدة الفاسدة, يقين في قلبي يجعلني أفرح وأبتهج رغم الانكسار لأفرح بزائر وحيد انتظرته طويلاُ وغائب غالي على نفسي افتقدته منذ عام وهاهو عاود الظهور لتظهر معه على السطح رواسب نفسي الشائكة والتي بدأت بالتلاشي والتبدد منذ قليل، انه رمضان فأهلاً وسهلاً به رغم كل الآلام, ألا يكفي متسع في قلوبنا أن نفرح به؟؟ لا والله هناك الكثير والكثير, هو رمضان والذي سأهدي كل حروفي وسطوري فيه لوطن يتقاذفوه بين أرجلهم بينما نحن قد أسكناه أحداقنا وشغاف قلوبنا.
 يا رب أرحمنا برحمتك فيه وخفف عنا وطأة ما نكابده ونعايشه كل يوم، فالأسعار تصرخ فينا: (أربطوا الحزام) والكهرباء(طفي لصي) على نحو استفزازي لمشاعر الناس الذين لا يملكون لهم حول ولا قوة.ورحم الله جدنا(توماس أديسون) الذي عانى الكثير ليخترع الكهرباء وليهدي هذا الاختراع العظيم للبشرية جمعاء، لكن الشعب اليمني بأكمله اليوم يعاني من أجل الاحتفاظ ببعض الكهرباء, رمضان كريم لكل الأحبة والفرقاء والأصدقاء, رمضان كريم على أغلى وطن يصارع من أجل التحرر والاستقلال من نظام العبث والاستبداد,الشعب يريد رمضان كريم، فهو شعب عظيم عانى الكثير وعساه أن ينعم به كريماً هذا العام قولوا: آمين.