في حضرة رمضان:
لعل في ليالي الشهر الكريم فرصة سانحة من أجل أن تراجع النفوس حساباتها ولو من باب إصلاح الذات، والذي نحتاجه هذه الأيام كثيراً وإن صلح حال الفرد، صلح حال المجتمع وعسى الله أن يكتب لنا وإياكم خيراً.
مضاعفة الثواب:
ليغتنم المسلمون في كل بقاع الأرض هذه المناسبة الجليلة والتي تعود علينا كل عام في شهر كامل عامر بالثواب الجزيل من رب العرش ، وفيه تكتب الأعمال الصالحة وترفع إلى الله عز وجل ، وهو يجزي من خير وفيضه ورحمته وعطائه على البشر اجمع ، وجل شأنه وتعالى وتمجّد سلطانه، هو الحي القيوم الخالد والقادر على شيء ، فابشروا بفرحتين أيها المسلمون واصدقوا أعمالكم خالصة لوجهه الكريم، واعلموا إن مع العسر يسراً، وان من بعد الشدة يأتي الفرج
مرارة الحياة:
من أشد منغصات الحياة التي نعايشها نحن اليمنيين وبالذات في أمانة العاصمة هذا العام وفي ليالي الشهر الكريم اختفاء وانعدام شيء اسمه الكهرباء ولن نقول انقطاع، لأننا سندخل ضمن زمرة الكاذبين والعياذ بالله ، والانقطاع يعني توقف التيار لوقت معين عن المرور ضمن الأسلاك المعلقة فوق رؤوسنا وفي كل مكان وأما الانعدام فهي اختفاء وضياع شيء اسمه الكهرباء العمومي وإن وصل التيار يكون له أضرار تفوق أضعاف فائدة الكهرباء، حيث يعود وينقطع لفترات متتالية بنفس اللحظة وهذا ما يتلف الكثير من الأجهزة الكهربائية المنزلية أو من ممتلكات أصحاب المحلات التجارية والذين يتجهون إلى شراء مولدات صيني رخيص ويقوم بالمهمة على أكمل وجهة في حال ما توفر البترول والذي ينعدم في أغلب المحافظات وكأنه لم يعلن نضوبه إلا حين بدأت ثورة التغيير بالإعلان عن نفسها في وطننا الحبيب ، ويتواجد أحياناً، ولكن بسعر يفوق ضعف ما كان عليه سابقاً والبركة بالنظام المؤقت الذي يدير البلاد بحكومة مقالة وانعدام كل أسس الشرعية الدستورية والغير دستورية لبقائه ، ولكن يبدو أنها عاقبة ما جنيناه إما من السكوت عن الظلم أو التغافل عن المستحق أو اللامبالاة المطلقة والتي نتميز بها بصورة غريبة وغير معهودة ولا يقبلها عقل عاقل ، فالكهرباء في بلدان التي تحتفل بمرورك ثمانين إلى تسعين إلى مئة عام بدون انقطاع تظل في بلادنا هي الهم الأكبر والداء المزمن والذي تعاظم في الفترة الأخيرة حتى يكاد يكون قاتلاً.
شيء من العجائب:
إن تنقطع الكهرباء عن مدينة ومدينة لا فهذا مقبول ، وان تنقطع عن مديرية وتتواجد في مديرية فهذه مسالة أرزاق ، وحين تكون في منزل دون منزل فهذا هو الحظ بعينه ، ولكن حين تكون في شقة والشقة الأخرى مفصولة بحكم أن الخط ليس واحد فباعتقادي أن هذا سبب وجيه لكي يقوم أصحاب هذه المنازل بقطع أقرب شارع أو حتى اخذ سيارة كهرباء وحجزها، وكان الله في العون.
عسى الله أن يكتب خيراً:
هي دعوة للتفاؤل بقلب مؤمن، ينتظر الفرج من ربه لا سواه ، يدعوه بقلب صادق ونية خالصة وخضوع وذل ، يرجوه عفوه ورحمته وغفرانه في هذا الشهر الفضيل، شهر القرآن، شهر المحبة والوئام، شهر الطاعات والعبادات ومضاعفة الأجر والعودة إلى الله ، لعله يكتب خيراً للبلاد والعباد ويكفينا وإياكم شر مصائب الدنيا والدين ويتقبل منا وإياكم صالح الأعمال ، وعسى غمام الواقع المجهول الذي نعيشه تنقشع قريباً ويتجلى نور الغد بإطلالة أجمل، تحمل في ثناياها ابتسامة تفاؤل، كتب على عنوانها "تفاءلوا بالخير تجدوه" .
مرسى القلم :
ربي كتبت لنا لزام ** أمر الصيام بكل عام
جئناك نرجوك الرضا ** في كل ذلٍ والتزام
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
عسى الله أن يكتب خيراً 2343