;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

يدعون الثورة فتأخذهم العنتريات الباطلة ساعة الحسم..! 2361

2011-08-22 05:26:41


يحدثونك عن الثورة وأهميتها وضرورة التعجيل والحسم حتى إذا حصحص الحق رأيتهم يتوارون هلعاً وخوفاً.. وينادون بالتغيير ويدفعون بالأمور إلى مستويات اتهام المشترك أنه تقاعس عن مهامه وتخلى عن الشباب، فإذا ما برز الأمر جلياً وتشكل المجلس الوطني، رأيتهم يشهرون أكاذيبهم وأباطيلهم وادعاءاتهم، ويريدون أن يكونوا هم ولا غيرهم وإلا فالثورة باطل الأباطيل، ما لم تلبي رغباتهم، كأن هذه الثلة من الشباب، لا تفترق عن نظام يقول: إن المشترك سرق الثورة وهي كلمة أخلاقية يفقهها جيداً ويتعامل معها بدراية لا يقدر عليها سواه، لذلك السرقة في قاموسه حاضرة لتصديرها أخلاقياً إلى من يتساوقون معه، في أن المشترك استلب الثورة لتظهر حينئذٍ قوى الادعاء كما هي على حقيقتها دون كبير عناء..
ولم يدرك هؤلاء أن عظمة الثورة وقوتها تكمن في أنها ملك الشعب، ليس لأحد فضل الادعاء انه صانعها، وليست حكراً على (س) أو (ص) من الناس، وكل ثورة عظيمة في التاريخ هي إرادة شعب، ومنجز جماهير، وانتصار وطن، تستمد عنفوانها وحيويتها من التفاف الجماهير حولها، وحراستهم لها، واستعدادهم للتضحية من أجل انتصارها، وليس من خلال مجاميع وأسماء حرباوية تريد أن تكون هي التاريخ والثورة، فهذه مراهقة سياسية، ومثل هؤلاء لا يفقهون المعنى الرائع لأهمية أن يكون الوطن منتصراً بكل فئاته، كما أنهم يختانون دماء الشهداء، ويصيرون بأنانيتهم وادعاءاتهم أقرب إلى حالات مرضية.
حين يريدون احتكار التاريخ، ويمارسون تطرفهم بذات الحماقة التي لدى النظام نفسه، وهو يتمترس ضد الجديد ويعادي شعباً من أجل أفراد.. وهنا فقط يغدو التشابه قوياً وكل يسند الآخر، النظام بوقوفه ضد الحياة وممارسته القمع والقتل والتشريد والحرق من أجل بقائه على سدة الحكم، والفئة الدعية حين تعمد إلى التشكيك وتحاول خربشة جمال الثورة، وتذهب في نقدها إلى حد التجريح وتحاول خلق شروط تعجيزية لتفتيت جبهة وطنية وتطالب بمواقف تدفع إلى احتراب، وليس ذلك حباً في الثورة، ولا من أجل سيادة شعب على وطن، وإنما لبحثهم عن فرص ظهور بعنتريات باطلة، وكأنهم بهذه المواقف يقدمون خدمة للنظام من حيث لا يدرون وهم يتعمدون الإساءة إلى المشترك وقياداته، ويحاولون خلق خطوط أخرى لنضالاتهم بعدمية مفرطة ليست من أخلاق الثوار في شيء..
ولعل الثورة - وهي اختبار حقيقي لمعادن البشر ومحك قوي للصادقين-، قد كشفت أقنعة الزيف وأسقطت، رهانات الفشل من قاموسها تماماً من أول يوم تشكل فيه المجلس الوطني. الذي ضم إلى صفوفه أنبل وأشجع الرجال والحرائر، وعبر عن التنوع في إطار الوحدة.. وإذا كان ثمة من كشف عن هويته مبكراً بخروجه من هذا المجلس، فهذا قد زاد من اللحمة الوطنية لأنه غربل نفسه وأدرك حقيقة أين ينبغي أن يكون!! وأن موقعه حيث فعل الاستطاعة، واستطاعته خارج التاريخ.. ويبدو أن يوماً ينفع الصادقين صدقهم، هو الذي أخرج قوى انهزامية تهتم بمصلحتها على الوطن، وبغض النظر عن مغريات وقعت فيها داخلية أو خارجية، فأن تواريها عن المجلس الوطني يعد ظاهرة صحية وتنقية أجواء سياسية، ليستقيم الفعل في الاتجاه الصحيح، ليبقى الإيماني الراسخ، وليس المزاجي الباحث عن فرص ظهور عبر رطانة سياسية لا يسعف العمل الثوري أحداً يبقى فيها، بما يقدمه لجلاوزة الإعلام المستولى عليه من قبل النظام مادة تهريج وتهويل، وكأن كارثة قد حلت بالثوار وثورتهم وأن البلاء نزل بخروج (25) شخصاً من المجلس لا يقدمون ولا يؤخرون، لأن الثورة وانتصاراتها هي من تكسب المناضل شرف الانتساب إليها، وليس العكس، غير أن دوائر النظام التي تناست خروج مئات الآلاف من الشعبي العام من الشخصيات المهمة، وخروج وزراء، وحكومة لم تعد حكومة، ومجلس نواب لا وجود له، ومجلس شورى هلامي، وثلثي المؤسسة العسكرية التحقت بالثورة، كل هذا تناسته دوائر النظام وإعلامه الرديء، ليحدثنا عن خروج (25) نفراً من المجلس الوطني، ولم يمد النظام بصره إلى البعيد ليرى فعلاً مسيرات الملايين في كل محافظات الجمهورية تأييداً للمجلس الوطني..
وهنا فقط يكتسب قيمته وعنفوانه، ويصير واثق الخطى لا يعبأ بمستريب أو مشكك يستمد زخم فعله من شعب يقف معه في ذات الخندق، وليس إلى (25) نفراً يهول الإعلام الغبي خروجهم، وهو فعلاً غربلة يحتاجها المجلس، غير أن جلاوزة الإعلام التعيس بدلاً من أن يدعوا إلى دراسة ظاهرة خروج مئات الآلاف من الشعبي العام ويقفون بمسؤولية أمام تردي حزبهم، بدلاً من ذلك يعلقون النظر لخفة عقلهم وضآلة حسهم السياسي على (25) نفراً لا يعنون الملايين في شيء والخلاصة من هذا نفهم جيداً أن من يدعون إلى اشتراطات تعجيزية ويمارسون ادعاءاته الثورية أو الذين خرجوا من المجلس الوطني تحت مغريات وضغوطات داخلية وخارجية كانت أشبه بامتحان رسبوا فيه، هم في محصلة الأمر يلتقون مع مفردات النظام عند نقطة محاولة إفشال الثورة، وهو أمر بات مستحيلاً والملايين تحرسها وتحميها وتذود عنها، فالشعب كل الشعب يرنو إلى وطن جديد، خالٍ من الأسرية وقوى الخنوع والتزلف والتعبد، ويرنو إلى وطن جديد خالٍ من المناطقية والطائفية والتبعية والارتهان إلى الخارج وبيع سيادة الوطن واستقلاله، والشعب عبر الملايين التي خرجت تؤيد المجلس الوطني لا يرغب في أن يرى تنابلة في صفوف قياداته، ويريد قوى حية فاعلة تمتلك ضميراً وطنياً، وليس ثلة مشككين ومغرضين يتخذون النقد وسيلة هدم لا بناء.. وبثقة نقول: الشعب لا يعير هذه القوى معنى لأن الملايين قالت كلمتها وعبرت عن ثقتها في مجلسها الوطني، وليت النظام يفقه معنى خروج قيادات مهمة من صفوفه لتلتحق بالثورة وتدين النظام من عقر داره وهي في المجلس الوطني الذي يفخر بها اليوم، لأنها تؤمن بوطن وليس فرداً أو لأن معها مئات الآلاف من الشعبي العام الخارجين عنه والملتحقين بساحات التغيير يطالبون بإسقاط النظام وبفعل ثوري نبيل، ليكونوا حصرم في عين من لا يرى الحقيقة كما هي في ألا يحدث وبعد كل هذا تجد إعلاماً غبياً يحدثك عن خروج (25) نفراً من المجلس الوطني. فيا أيها النظام:(كلك عورات وللناس أعين).
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد