العيد ضيف إجباري، لا أحد يستطيع رفضه، مناسبة لا تتناسب مع أحلامنا بقضائه هذا العام، ومع ذلك، سنحتفل به.
لا وجود له، شاحب ولا ملامح له، مكسور الجناح والخاطر، "عيد يشعر بالخذلان"، كما قال الرائع "حافظ البكاري"، ولا بد أن نعمل جهدنا معه، على الأقل، لمساعدة الآخرين على الفرح.
قضى اليمنيون هذا العام، أتعس رمضان على الإطلاق، ومثله سيكون العيد كصائمين، تجرعوا كؤوس المرارة والعقوبات الجماعية، وفي العيد، يصر هذا النظام على سرقة فرحتهم جهاراً، وإظهارهم منكسرين، بإذاعة بيانات حرب.
يخجل الشيطان من تعكير حياة البشرية على الدوام، إلا هذا النظام، ذا النبتة الشيطانية الغريبة، ينشر ولاة الأمر الفرحة في قلوب رعيتهم، وينشر هذا النظام المصفحات والدبابات في شوارع المدن، مؤذناً بحرب، عشماوي ولا هدف له سوى شنق الفرحة.
يدرك اليمنيون أن هذا النظام عاجز عن شن حرب ضدهم، وأن الإرهاصات التي تحلو له بثها، لن تثني عزيمة هذا الشعب العظيم من الاحتفال بعيده، والابتهاج رغم كل السموم التي ينفثها كحاقد لخنق الحياة.
هو لا يجيد سوى شن "حروب القمامة "، التي أعلنها في تعز، منذ أيام وشوارع المدينة تغرق بالأكياس والمخلفات، كنوع من العقاب، أسلوب لئيم يريدون به أن يقولون للناس "هذه منجزات ثورتكم".
حرب القمامة، دلالة على نظام عاش, متشبعاً بالأوساخ، ولا يمكن أن يعاقب الناس إلا بما يحب قلبه، والحروب النفسية، دليل واضح على عجز.
كافة الحروب التي خاضها، ويفكر بخوضها ضد هذا الشعب فاشلة، ولا يحصد منها سوى المزيد من الانتكاسات.
نعرف أن هذا الشعب كان يستحق عيداً أفضل من هذا، ومع ذلك هو الأفضل من هذا النظام.
وحدتنا، وتوحدنا، في وجه الظلم هو العيد، ثورتنا هي أجمل الأعياد.
العيد صديق المظلومين لا الطغاة اليمنيين، رغم كل العقوبات القاسية، سنبتهج به، ولن نشعره بأي خذلان، لأن عيدنا أقترب.
هو عيد استثنائي، كل أبناء الشعب يبعثون ببرقيات التهاني إلى الثوار المرابطين في ساحات الحرية والتغيير، والرئيس صالح، لا يتلقى سوى برقية يتيمة، من شقيق دموي، هو بشار الأسد.
أمام صورة ناصعة كهذه، أين تستحق الفرحة أن ترقص، في قلوبنا بالطبع، نحن أصحاب العيد، ونحن العيد، هو صديقنا الحميم، ولا ينبغي أن نخذله، كما يرغب زعماء العصابات.
كل يوم وأنت صانعة للدهشة يا يمن.. عيدكم عامر يا صُنّاع الغد.
alkamaliz@hotmail.com
زكريا الكمالي
صديقنا العيد 2511