بأي حال:
عاد العيد بأفراحه وأتراحه ، بآماله وأحزانه ، وعيد البعض أجازة والبعض الآخر لايزال يعيش بين دموع المآسي والحزن إن فقد عزيزاً ، والعيد عيد المسلمين وبتسمياته المختلفة إلا أنه هو العيد مهما اختلفت السنون أو تبدّلت الشعوب ، وكل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك.
عيد صغير:
هو عند البعض يحلو لهم تسميته بالعيد الصغير ولا أدري شخصياً ما سبب هذه التسمية ولكنه من خلال متطلباته في بعض الأرياف وأغلب محافظات وطننا الحبيب هو الأكبر والأكثر استهلاكاً لموازنات الفرد الشخصية والتي يسعى جاهداً خلال شهر رمضان الحصول عليها من كل الأبواب المشروعة والتي أحلها الله لعباده لكي يكتب فيها البركة والعافية ويضاعف له الأجر والثواب حتى وإن كان ما يصرفه في أهله وبيته ويستر نفسه ومن يعولهم ، وكفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول .
عيد فريد من نوعه:
لعل في بعض أقطارنا العربية والتي منّ الله سبحانه وتعالى عليهم بنعمة العقل والتفكير والوعي دون جهل وتجهيل وتغييب للوعي العام والشخصي قد استطاعوا أن يغيروا الأنظمة التي لم تورث سوى مزيد من التخلف للشعوب على مدى عقود من الزمن ، فبعد هروب الزين بن علي ومحاكمة مبارك وأولاده من آل البيت وكل من نهبوا وأكلوا واستباحوا وأذلوا وأهانوا وتكبروا وعاثوا ، يعيش الشعب الليبي مابين تكهنات وتحليلات الخبراء ، وبرغم التهديد بالندم الشديد كما جاء على لسان القذافي سابقاً فإنهم يعلمون حقاً أن من توكّل على الله فهو حسبه ، ولم يهنوا ولم توهن عزائمهم ، وعليه فالنصر حليف الحق ومع العدل ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، وهناك في الشام أحبتنا وإخواننا في سوريا لايزالون في كفاح نسأل الله لهم التوفيق والسداد والعون والنصر .
قليل من التذكير:
حملة كبرى قامت بها العديد من المنظمات الخيرية الإسلامية من أجل إغاثة شعب الصومال الشقيق ، مسلمون موحّدون لله تعالى إخواننا في الدين والملة ، بعد أن امتدت المجاعة لتقتل الأطفال وتشرد الشيوخ والنساء ويعجز الشباب ويتوقف الجميع بدون أن يكون لهم في اليد حيلة ، ولعل من واجبنا ونحن نعايش أفراح عيد الفطر المبارك أن لا ننسى إخواننا ومهما كنا نعيش في أوضاع بائسة ودخل محدود أحياناً ومعدوم غالباً فإننا بالتأكيد لن نتهاون عن مساعدة إخواننا ، وكان حري بمن لايزالون يتحدثون عبر شاشات الفضائيات التي تعيش في المريخ ولاتعلم شيئاً سوى المكايدات والتزييف واختراع الحكايات التي ستكشف أقنعتهم يوماً من الأيام ، وسيعودون للصواب ، كان حري بهم أن يلتفتوا إلى مأساة الشعب الصومالي الشقيق ، والخير خير الله والمال مال الله والملك لله وحده ، والخلود وهو الغني ونحن الفقراء ، وتذكروا قوله تعالى (وأما اليتيم فلا تقهر ، وأما السائل فلا تنهر)
بكل الحب :
إلى أولئك الذي لايزالون في ساحات الصمود والحرية في كل محافظات الجمهورية ، كل عام وأنتم بخير وكتب الله لنا وإياكم الأجر والمثوبة ورفع صالح أعمالنا وجعلنا من المعتقين من نار جنهم في الشهر الفضيل ، وبارك الله في فرحة عيد الفطر , ونسأل الله أن يأتي علينا العيد القادم ونحن نعايش فرحة التغيير الحقيقي والذي نريده جميعا ، التغيير الفكري ، الوعي بما يحصل ، التفكير بمصلحة الجميع والتعلم من التجارب الماضية والسير قدماً نحو المستقبل بخطى واثقة وليس جزافاً ومغامرة والتعلل بالغير والبحث عن أي شماعة نعلق عليها الأخطاء كما يفعل إلى الآن ماتبقى من النظام البائد في بلادنا.
كل عام والجميع بخير ، كل عام وعيدكم مبارك ونفوسكم أنقى وقلوبكم أطهر وأرواحكم أقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، كل عام والوطن بخير ، وكل مواطن على هذا الثرى بخير ، وكل من ينتمي إلى هذا الوطن بخير ، مهما اختلفت الرؤى وتباعدت الأفكار واختلفنا أحياناً وزاد الشيطان مكائده وأفعاله المغضوب عليها فإننا سنظل إخوة وأحبة يجمعنا حب الله ودين الله ومن ثم ولاؤنا لهذا الوطن العظيم والذي يشكو مرارة الواقع الأليم وينتظر الغد المشرق بكل تفاؤل ، وتفاءلوا بالخير تجدوه .
مرسى القلم /
كل عام وموطني الغالي بخير *** وكل مسلم يغتنم خير الثواب
يا عسى نلقى الوطن بالحب غير *** ودوم نفتح للسعادة ألف باب
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
عيدكم مباركٌ أحبَّتي 2384