إلى إخواننا الذين يقولون إنهم أنصار الشرعية الدستورية نقول لهم تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن نجعل ولائنا للوطن مقدم على ولائنا لأشخاص, لأن الوطن باق والأشخاص مهما طال بهم العمر زائلون .
إن اليمن يعيش أزمة حقيقة لم يعرفها مند عقود من الزمن، حل هذا الأزمة بسيط لو خلصت النيات وصلحت القلوب, ووضعنا أيدينا في أيدي بعض من أجل إخراج البلد من هذه الأزمة التي قد تأكل الأخضر واليابس .
إن الدساتير في العالم وضعت من أجل حماية الشعوب وحقن دمائها وصون أعراضها والحفاظ على كرامتها, لكن الذي يحدث الآن في يمن الحكمة والإيمان هو أن الدماء تسفك والبيوت تهدم والأزمات تفتعل بحجة الحفاظ على الشرعية الدستورية التي مهما كانت قداستها لا يمكن أن تصل إلى قداسة الكعبة المشرفة التي يقول عنها الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام "لهدم الكعبة حجراً حجر أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم".

إن الثورة الشعبية التي انطلقت منذ أكثر من سبعة أشهر، صارت واقعاً لا يمكن إنكاره أو الهروب منه، فهي امتداد لربيع الثورات العربية, التي انطلقت من تونس ومصر ووصلت شرارتها إلى معظم البلدان العربية، فالواجب على الجميع التسليم بها وعدم العناد والعمل من أجل تحقيق أهدافها التي قامت من أجلها في بناء دولة مدينة ديمقراطية حديثة، قائمة على العدل والمواطنة المتساوية، فهي قدر الله الذي انتظرناه طويلاً, فالتغيير والتبديل من سنن الله في الكون, ودوام الحال من المحل, فالجميع في طول البلد وعرضها وشمالها وجنوبها يعلم علم اليقين أننا كنا في أمس الحاجة لها، لاسيما بعد تفشي الفساد وانتشار الظلم والاستبداد الذي كان الكل يشكو منه.
إنكم تقولون أن هناك من ركب موجة الثورة من أجل سرقتها والالتفاف عليها من أجل تحقيق أغراض ومصالح شخصية، هذه وجهة نظر نحن نحترمها ونقدرها وهذا ربما قد يكون موجوداً، لكن هؤلاء بكل بساطة يمكن إيقافهم، وفضح مخططهم في حالة أنكم أنتم تعاونتم في إنجاح هذه الثورة، لأنها ثوره شعبية لا أحد يمكن أن يقف في طريقها أو سرقتها أو الالتفاف عليها، فقد آمن بها أعداد كبيرة من أبناء الشعب، لاسيما الشباب منهم الذين يعدون صمام أمان لهذه الثورة، فعودوا إلى رشدكم واتركوها تصل إلى أهدافها .
لنعمل جميعاً من أجل بناء يمن جديد، نعيش فيها أحراراً سعداء .